الثلاثاء، 1 مارس 2011

ما بعد المتى ؟!!


نهار جديد يدغدغ أعيننا بأشعته البراقة، وكم من الصباحات التي تكون امتدادات لأحلام ليالينا ..ومساء جديد يلفحنا ببرودته الناعمه..وكم من الليالي ،تبقى امتدادات لتعب النهار وطوله !!

ما بين اليوم والليلة، حكم تتداخل في اللحظات،ترى المواقف تنقلب فجأه،مع أن الكثير منها ،يتكرر حينا بعد حين..يبقى التاريخ يكتب ..بنفس الدورة..تعب ،فصعود،فصعود ، ركود... ثم انحدار يتبعه انحدار آخر ..ليعود بالتعب تارة أخرى للصعود ...!!

الغريب مع التكرارات المتتالية في تاريخنا..أو ما يسمونه بالتكرار ،والذي ما هو الا سنن واحدة،وتأتي بأوجه مختلفة باختلاف العصور !!تجد الاعتبار قليييييل للغاية !!

 أقضي بما يقارب 5 دقائق في كل صباح،وانا أحاول فك اشتباكات "سماعات الاذن " الخاصة بهاتف الجوال ، حتى استطيع أن استمع لوردي ..خمس دقائق مع ما يسمونه ب "فرفطة الروح " ،تأتي هذه العقدة لإنني أعتبر أن لا وقت لدي ،لكي أضعها بطريقة مرتبة لا تستجلب لي هذه العقد اليومية !! والتاريخ يعيد نفسه ..


في ساعة الراحة اليتيمة التي تتسلل في دوامي اليومي .. اخترت الجلوس لوحدي هذا اليوم ..أحاول استجلاب حلمي الرائع ، وضع رتوشات جديدة، ألوان براقة مميزة ، كنت أجلس في "شبه" غابة في الجامعة، والكثير من الطيور الجريئة التي تبقى تحوم حولنا، اقترب مني أحدها ، فألقيت له بقطعة من طعامي الذي كنت أتناوله، في اللحظة الأولى، قام بقسم قطعة الخبر الى قطعتين أصغر من الكبرى، ثم حمل إحداهما بفمه وتسلل خلف حجر ووضعها، ثم ألقى عليها ببعض من الأعشاب والأغصان يغطيها !! ثم قام بقسم القطعة الثانية المتبقية له الى قسمين آخرين ، وحملهما بفمه !! بعد أن لاحظ ان هناك طائران اثنان خلفه !! يحاولون مغازلته علهما يفوزان ببعض من الغنيمة التي يملك!!



ما زلت أرقبهم بدقه..لحظات وحلق الطائر عاليا..حتى وصل الى عشه أعلى شجرة السرو التي تشمخ أمامي، وضع القطعتين في عشه، شعرت أن الموقف انتهى !! لكن يبدو أنني كنت مخطئة !! هنيهات ،وعاد ذلك الطائر مع ما أعتقد أنه ابنه الصغير، وجعله يقف أمام كومة الأغصان التي خبأ بها عدته وطعامه لهذا اليوم.. وجعل الصغير يكشف الغنيمة ! ثوان وأخرجها ووضعها في فمه وحلق !!!

علمه ببساطة...كيف يفكر في التالي ؟؟ سبحان من يرزق البغاث ..تروح خماصا،وتعود بطانا !!!!!
لم يكن ذلك بسذاجة،أو غير تقدير حكيم، أو من غير كد أو تعب !! أحسست بقشعريرة نفضت جسدي بأكمله!! أبى ذلك الطير مهيض الجناحين الا أن يكتسب خبرة، ويحسب حساب التالي !! هذا ما علمه عليه والده، فلا سبيل للعيش إن لم تتعلم !!!!!!



30 يوما في تونس ، 18 يوم في أرض الكنانة ، واليوم هو 12 في ليبيا،
فهل من معتبر !!! يبدو ان التناقض الظاهري هو ما تتفس عليه الشعوب ،توهان مرحلة "التالي" بين ضباب الحاضر، لا مستقبل تراه ،إلا من نافذه واحدة،هي نافذة التاريخ !! تجعلك تسير على هدى ..على ثقة..ولكن ببعض الصمت، حتى لا تبهت لحظة الحسم !! لحظة التالي !!



منذ فترة طويلة،لم أتنفس نشوة أن تكون عربيا !! نشوة افتقدناها منذ سنوااااااات وعقود مضت !! ذلك أننا لم نرى "التالي " من نافذة التاريخ العتيقة، اممنا تنتفض من جديد..

إن الإجابة الوحيدة عن "التالي" ،هي ان تعرف الارضية التي تقف عليها اليومن وتنظر بعين ثاقبة ،((أين كنت اصلاَ ؟؟ )) ستصل مباشرة الى التالي !! ووالله ان ساعة الترقب هي جزء من الحدث نفسه، بل ولربما تكون اروع منه !! ما فتئت أجول بصفحات التاريخ هنا وهنا ، حتى بعمق الصوت أنادي سطوره، عودي..وعوِّديني إلى نفسي ...

 كثيرا ما كرروا علي نفس السؤال ..متى؟؟؟ لا تسأل يا صديقي عن "المتى؟ " واجعل حسن التركيز على "ما بعد المتى ؟ " فخيوط الأحداث تستجلب المتى بسهولة!! يوما او بعض يوم، لكن ما بعد المتى !! هل يكون لك دور، هل تلحق بالركب إن لم تكن من أصحابه؟؟

إن الحرية تأتي لمن يتهيأ لها فقط ، سأسجلها اليوم.. ولو بقيت أنتظرها عاما كاملا، فسأفتح الأوراق حينها تارة أخرى،فإما أن تأتي..وإما أن يعود ذلك العام !!

سلام عليكم أهل كرامتنا وألف سلام .. ولعلها قبل ذلك العام ...


غدا في القدس نلتقي ^^
صفاء الزغول
1-3-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "