الجمعة، 29 يوليو 2011

المشهد الرمضاني

بهدوء أتاني ، وأربت على كتفي.. فقلت بالله أصغي إليّ ... أكشف لكَ بعضاً مما فيّ...ويكأنني كنت أنتظره فقط لأنطق ؟!
أناجيه..وأعلم أنه اقرب إليّ منّي... هو أوسع ما بداخلي ، وأجمل ما حواه فؤادي ..
وبعد أن سارت سفني بلا مرفأ ،كان حتماً عليّ أن أقف..أو يوقفني هو ،لا فرق والله عندي.. المهم أن بعضاً من مراسي الحياة بات ينتظرني ،اليوم لا ككل يوم ... اليوم يحلّ على غير مشهده الطبيعي .. 




لم أقم إلى الآن بنسج زينتي الرمضانية ، ولم أخطّها بيمني .. وعجبت من ذلك !
بدأت يومي .. على نافذة كهفي الصغير ،أطلّ على الوجود..كما إطلال المغفرة على الآثام .. وحويت بيدي أسرار العشق الأزليّة ...أمسكتها وهاهي توقفني على شفا حفرة بين البسمة والوجعِ !


الدمّ يلفّ المشرق والمغرب ، وأصوات الثكالى ترنّ في أذن كلّ غافل !! "ويحك ! أبعد ذلك الشقاء شقاء ؟ " 
وآلاف من الجوعى ، وآهات وصرخات حيث لم يبق من رمق الخليقة غير جوع أوليائها !
وكثيرٌ من غضب ايضاً .. كلّها ..ستستقبل رمضان !
والرقص والغناء والمجن ..سيستقبل رمضان أيضاً ..
والطغيان سيستقبله ..بغض النظر عن حجم اللعن الذي سيلقيه عليه ..إلّا أنّه سيستقبله !






 فأي استقبال هيأت له بهو نفسك ؟
الشوق مشهد .. والدمّ مشهد .. والسؤال مشهد أيضاً !


كنت في الأمس مع أحد نسّاجي الفكر ، في اربع ساعات غير هادئة .. ضجّت فيها نفسي بالأسئلة ، ولم أستطع أن ألقي بها هناك !
نسيت سؤال هل ..وبقي في نفسي سؤال " الكيف ؟ "!! وهذا ما لا يتقن إجابته غيري بالعادة ..


كيف نعيد الروح للأمم ؟؟ وكيف ننحت المعارف ؟؟ وكيف يلقى علينا القرآن وحياً لنا لا لغيرنا !؟
أم على ايّ شاكلة أستطيع أن اقدّم كلّ ما فيّ للفعالية الأممية ؟!
بل كم نسبة الحقيقة التي أملك ؟؟!! هي واحدة بلا شك..وكلّ ما حولها ظلال !
وفي الخفا ما هو اروع من الجليّ !


بضع ساعات.. ويطرق الباب، فتنهال التهاني .. أتخيّلها ، لن تكون كالعام الماضي، فلا زلت أذكر كيف كان الأصدقاء يلقون التهاني عند حلول الشهر الكريم ..ستكون في هذا العام اقصر .. والفعل سيطغى .. "كل عام ..ونحن أحقّ بالنهوض " :))






رمضان هذا العام معركة للأحياء.. هي معركة (الإحياء) ، حيّ من ميّتِ أو ميّتٌ من حيّ .. نارٌ من تحت الرماد ، أو جمرٌ سيكنّ بعد توهّج النيران !
رمضان هذا العام مناجاة الفاعلين ، وحركة العقلانيين ، الذين يحثّون الخطى نحو إعمال أعمالهم في سبيل صنع المستحيل !
رمضان هذا العام .. أجمل .. نطلّ فيه كالقمر بين الظلام ..مهما اشتدّ نبقى بيضاً في دواخلنا ..أو كمشكاة لا تضيء الدنيا.. وإنما تنير  دواخلنا بما يكفي إضائتها إذا ضَعُف المداد !


رمضان هذا العام ،يطلّ من خلف حُجُب الأيام المظلمة ، ومن أعلى تلك الاسطح التي دمّرتها أيدِ قذرة ، ستلفظها الإنسانية ..بعد قليل !




لن اقرأ القرآن في رمضان،وإنما سأنزله عليّ !
ولن أسير في حديث الحبيب المصطفى .. وإنّما سأصغي إليه ..أذكر كيف كان وجهه ، وعلى ايّ شيء أشار بيمينه ، ولأي واحد منّا ابتسم !
ولن أقدّم شيئاً جديداً وإنمّا سأقيس كم من الأشياء تقدّم أو تحقق عندما قدّمت !
ولن أحاول فتح كراريسيَ الدراسية الكثير ، وإنما سأفتحها أمام منفعة الخلائق !
أمّا عن دعائي فلن يكون طلباً مكثّفاً للنجاة والعتق .. وإنّما سيكون طلب مناجاة ، أحصّل فيها نجاتي ونجاة من حولي ..


في رمضان .. لن تجدني مثقلةً كما أكون دوماً ..فقد وجدت مرفأي :)
ولن تجدني ملقاة على الأرض أنتظر من يوقفني بعد الإنهاك .. سأكون كما يجب .. "كإحدى مراحل التحقيق ،وليس التقدّم وحسب " 






لم أتعوّد الزهد ..ولن يكون كذلك في رمضان .. فالدنيا أهمّ من أن تنسى ،وأصغر من أن تكون غايتي... هي وسيلة الغاية !
اليوم سيكون كألف مما يعدّون ..كيف لا.. وهو يمرّ على الأسير .. والثائر ..والجريح النازف.. والأمّ الثكلى ، والحيران ، والعاشق..والباحث عن جواب ... الثواني تمرّ بهم..لا عليهم !


المشهد الرمضاني .. سيكون معقّداً ..كما عالمنا اليوم .. ستكون أيّام نجدة لحالة الطوارئ التي نعيشها ..
وكلٌّ سيجد ما يريد ... فرمضان منظومة أكبر من أن نشرح ماهيتها ... إذ المولى جلّ في علاه يدخّرنا له وحده .. ويجزي به وحده .. وما بين ال "لي " و ال " به" حكاية طويلة !


الأهم من ذلك .. أن حجم الخطى الى معشوقتي الأولى والأخيرة .. سيكثر في رمضان .. وكم أنتعش في ذلك ..
ويروق لي أن أهنّئها بنا .. أو نهنّئ أنفسنا بظلالها ...



غداً ..في القدس سنلتقي !
كل عام وأنتم بظلال الحب والفهم والنصرة تسترخون وتعتكفون :)


صفاء الزغول
29/7/2011

السبت، 9 يوليو 2011

معان.. الأصالة تنبض



يبدو أنني ورّطت قلمي حين وعدتكم أن أقص عليكم ما جرى في رحلتي الى معان، والتي كانت يوم أمس الجمعة 8/7/2011.. فالتفاصيل تزدحم في مخيّلتي..وأعجز كالعادة عن جمعها...إلا أنني أحاول أن أكسب قلمي شرف الخطّ عن هذه الحكاية العجيبة.. والأصيلة من نوعها !


الساعة السابعة الا ربع ..تصطف سيارة أخي العزيز أمام "ملتقى القدس الثقافي".. لقاء بأحبة مضى وقت طويل ولم ألتق بهم.. دقائق فتصل سيارة الثنائي الرائع ..أستاذي ومرشدنا ..وله من اسمه كل النصيب.. "أ.نادر عطية" ، والمهندس الراقي "م.وائل بطاينة".. فانتشى قلبي برفقتهم ..التي طالما سعدت بها من قبل :)


الساعة 7.20 ينطلق ركبنا..جنوباً ..نحو المحبوبة"معان" .. والتي أشد الرحل إليها لأول مرة.. وحقيقة انطلق الركب ولم أضع الكثير من الأمنيات على ما سأشاهد.. لعلمي الذي يعرفه الكثير من أبناء الاردن أن معان محض "صحراء" فأي شيء ذلك الذي سيشدنّي هناك !!


وابتدأ الركب بذكر المولى سبحانه وتعالى..إذ استودعناه سفرنا هذا ..وجددنا النيّة في اليوم الذي ينتظره الكثيرون ليريّحوا أجسادهم من عناء أسبوع طويل..مليء بالتعب والكد والجْهد.. ولكن من ذا الذي يريحنا من تعب الهمة؟؟ فإذا استراح الجميع قالت دنيانا لصاحب الهمة :إلا أنت !!.. وإذا عقل الناس أجمعهم قالت لصاحب الهمة :إلا أنت !!


إلا نحن .. نشد الرحل للعلم ، واستخراج مكنونات التاريخ ..الذي يسحرني ..ويوقفني أمامه كثيراً !!
مقصد الرحلة ..المرور على محطات سكّة الحديد الحجازي ..ولنعرّج بعضاً من الوقت على أطلال ذلك السلطان الفريد .." السلطان عبد الحميد الثاني" ...ذلك الاسطورة.. وكم كنت اشتاق يوماً لملقاه.. 






ذلك الذي خبّأ القدس في روحه وقلبه ووجدانه.. لربما عاشت القدس في نفسه أكثر مما عاش هو بذاته ! والدليل اننا وبعد ما يقرب من 93 سنة من وفاته..نقف وندعو له على هذا الانجاز العظيم !


ففي عام 1900 أصدر السلطان عبد الحميد قراراً يقضي بانشاء خط سكّة حديد الحجاز الذي يصل من دمشق وحتى المدينة المنورة سعياً لخدمة حجاج بيت الله الحرام.. وأكرم به من هدف وسعي !






نمرّ على المحطات تباعاً ..فتارة يميل الركب يميناً ..لتجد محطّة الجيزة.. ضبعة ..القطرانة.. عنيزة ..  المنزل ..خان الزبيب ...الحسا.. حتى وصلنا الى محطة جرف الدراويش.. والتي كان من نصيبنا الوقوف عندها بعضاً من الوقت ..




الخراب يعمّ الأرجاء.. بلا سكّان !
ومع ذلك فأنا أصغي إلى أصوات البشر الذين مرّوا على هذا المكان .. لقد مرّ الكثير من الحجيج !!
أصغي إلى أصوات تكبيراتهم .. حديثهم مع بعضهم البعض ..الحركة على الماء والشرب والتزوّد بما يلزمهم..مبيتهم وهدوء الليل من بعده ! حقيقة لست أدري إن مرّ عليهم ليل.. لكنني أثق أنه ليس كالذي يمرّ علينا اليوم !!






دخلنا الى غرفة التحكم الرئيسية في المحطة .. وكان من حسن حظّنا أيضاً ..أن إحدى القطارات كانت على وشكل الوصول الى المحطّة ..فجلسنا ننتظره بشوق ..حتّى طلّ من بعيد!! 


وعلى الرغم من أنه يستخدم اليوم لنقل الفوسفات.. الا أن لطلّته اشراقة خاصة .. لكم سعدت به ..قفزت عن السكة.. ووقفت ما بين الخطين أرقب وصوله ..والكل يناديني أن ابتعدي عن ذلك الموقع ..يبدو أنه كان خطراً ..ولكنني لم أشعر بذلك !






مرّ القطار .. صوته عجيب.. ولكنني لم أميّز بينه وبين القصيدة الثالثة !! كان يرويها برفق ..وانا انتشي :))
حتّى توقّف..ولكن الزمان توقّف قبله عندي ..أسرعت إليه ..ودخلت الى المقطورة الرئيسية ..لأشاهد مركز القيادة ..والعم الراقي الذي كان يقود هذا التحفة النادرة !!


درجات الحرارة ترتفع بقوّة كلّما اتجهنا الى الجنوب ! في الوضع الطبيعي كافية لتبخيري شخصيّاً ..ولكن المحاولات مستمّرة للصمود.
انتظرتنا سيارة قبيل وصولنا "لمعان" بقليل .. المح فيها شابان ..فاستبشرت .. 
وصلنا الى قلعة معان العثمانية ..وبناؤها الجميل الذي أمر ببناءه السلطان سليمان القانوني..لتكون مقراً للجنود ومحطة رئيسية من محطات سكة حديد الحجاز!..وعلى بابها تعرّفنا على الأستاذين "أ.عبد الله الحصان" و " أ. محمد أبو كركي" والذان رافقاننا طوال رحلتنا الرائعة ..


قلعة معان
في القلعة تجوّلنا ..وهوايتي التجوال في القلاع ..ثوانِ معدودة ..حتى وقفت على سقفها...تاركةً خلفي الجميع ..المنظر من فوقها بديع ! على الرغم من أن الصحراء تلفّ معظم الأماكن .. ولكن ثمة حديقة بديعة تحيط بها ..والخلفيّة بضع أشجار تحيط بها صحراء وصحراء !! ثوانِ قليلة حتى صعد اساتذتنا ..فعلمت أنها بساتين مدينة معان القديمة ..!






أقف على آثار أمم خلت ..وقد كانت سمتهم الكد والتعب والزرع !! عن يميني أسمع صوت الاستاذ يحدّثنا عن إحدى مقابر الأولياء في ذلك العهد ..




سوق معان القديم .. والذي كان يشكّل مع القلعة ما يشبه ب "باب الحارة" إذ كان مغلقاً ومسقوفاً ..!
نزلنا نحو تلك الحديقة التي تلفّ القلعة..لنشاهد النقش العثماني القديم .. العجيب ان معان "الصحراء" كما يعرف عنا الكثيرون ..هي من الأماكن التي لا تنقطع عنها المياه !! فابارها الكثيرة تغني أهلها عن الحاجة للماء من أي مكان سواها..والزراعة فيها بديعة أيضاً !


الحرارة تشتد وترتفع !! وقطرات العرق تنساب بقوّة !! وبات الجو لا يطاق !! ولكن أنت في معان ..حيث كل شيء يجود عليك بالكلّ منه ولا يخبل ببعض !!


حتى الأرض ..تغمرنا بلطفها ..فتخرج لنا ينبوعاً من الماء من إحدى الآبار الموجودة في ساحة القلعة ! ..وما أجملها من ماء.. وأبردها على القلب والروح ! ونكمل المسيرة الى الجسور العثمانية والقنوات المائية التي تبنى على درجة عالية من الحرفية !




نعود الى الباص ..وما أكثر التفاصيل !
ويأخنا أهل الكرم الى مركز مؤسسة سكة حديد العقبة ..التي تشرف على قطارات الفوسفات ..لنتعرف على عملهم وإبداعهم..وهناك نزداد قرباً من أهل معان ..وانجازاتهم..ومثاربتهم ..وكم أعجبني شعار المركز..أحسست بالقرب منه كثيراً !! 




ولن أستطيع ان أحدثكم عن نشوتي إذ أصغي الى الاستاذ عبد الله الحصان والاستاذ محمد الكركي..وهما يطرحان علينا فكرة مركز تدريبي يقومان عليه في محافظة معان وظيفته تنمية الشباب بالثقافة والإعلام ..وبكل الوسائل المتاحة !


ولا بد أن أقف هنا قليلاً ..والآن يبدو ان التجارب التي تتكرر تسعى لتوصل إليّ رسالته مفادها.. أن أجمل الأفكار..وأكثرها تفعيلاً للحضارة الانسانية ..والقيم البشرية الراقية ..تخرج من أماكن لا نتوقعها !! بل ومن أشخاص نظن أن لا مكان لهم على الخارطة !!
ولكنهم سبقوننا كثيراً !!
فالفعل أصدق من أيّ تنظير بطبيعة الحال !
من المركز .. نتجه الى محطة سكة الحديد التي استحدثت على البناء العثماني باتجاه العقبة ..سعياً للمساعدة في نقل الفوسفات ..وهناك كانت لنا وقفة عجيبة .. مع "هنجر" التصليح والصيانة للقطار.. _كان مميزاً وكفى ! _ 
ثم يتتكرر مشهد الكرم والأصالة ..فيحملنا سائق القطار على مقطورته الصغيرة التي تستعد لدخول عملية الصيانة في يوم عطلته !!!
نركب المقطورة على ضيقها.. الكثيرين بقوا في الخارج ... ولكنها مسيرة رائعة لبعض الدقائق هناك ! 




الى المحطّة الحجازية الاصلية ..والتي وقفنا بعض الوقت ننتظر كرماً جديداً يدخلنا إليها ..على الرغم من كثرة أعمال الصيانة فيها ..المحطة الأصلية ، أو "فندق البتراء" أول فندق في الأردن... أو "قصر الملك المؤسس" الذي حطّ به عندما دخل الى الاردن وخاطب أهل معان لنصرته من على تلك الشرفة .. أو مكان اصدرا جريدة" الحق يعلو" أول جريدة في الاردن ..باي الاسماء التي سلفت ستتجه الى نفس المكان ...






وقفة بديعة ايضاً !!
وهنا يغمرنا كرم الاستاذين البديعين مجدداً ..فلا يدعونا نكمل رحلتنا قبل التزود بالماء .. وبعزيمة لطيفة على الغداء ..استمتعت بقوّة هناك، مع النقاش المستفيض عن الكثير من القضايا التي تهمّ معان وأهلها.. وخصوصاً خطة ذلك المركز الذي تحدثت عنه :)


وسام معان


الى جولة بديعة أخرى في بساتين معان القديمة ..ونظام الريّ العجيب ..الذي لا يزال صالحاً للاستعمال لحد اللحظة !! يبدو ان معاني "الاحسان "عندهم عاليه بالدرجة الكافية لمثل هذا الاتقان ! 
الى الوادي ..ثم نحو ذلك النسر المنحوت في الجبل ! ومسير طويل متعب !!
نمرّ على القبور تارة ..وعلى مغارة "نسيت شو اسم الأم المسماة باسمها" يذكر لنا الاستاذ محمد أنها مليئة بالجماجم :)






ثم على محطّة جديدة من الكرم المعاني الاصيل .. لا بد أن الطائي لم مرّ كما مررت ..لقرر أن ينتسب إلى أهل معان !
وبعد عناء شديد ..تحت هذه الشمس الحارقة نصل الى بركة الحمام ونظام تجميع المياه هناك ..
ثم الى مسجد معان الكبير..وجولة مميزة في وسط معان .. 
لا بد أن انقضاءات الأوقات لها حكمة عجيبة من نوعها !! الشمس تشارف على المغيب..وما زال لدينا الكثير من الهمة والشغب ..وكثير من التعب أيضاً !!






تنتهي جولتنا مع الرائع عبد الله الحصان ..ويأبى أن نوصله الى بيته !!!!
ونلتفّ برفق ..ووجهتنا عمّان ..نحمّل اليها الكثير من معاني الأصالة ..وكم أعشق هذا المعنى ..
فأن تكون أصلياً في زمن النسخ هذه معجزة عجيبة ! 
نحمل اليها كدّ البشر وثقل ما يحملون ..وندع المفارقة لاصحاب العقول الرصينة !!
نحمل اليها الكثير من الهمم ..والاسماء..والصور !






نحمل إليها مجداً ..صاغه السلطان عبد الحميد ..وأتمّه الملك المؤسس عبد الله ..وها هم شباب معان يحملونه من بعدهم ..فأين نحن منهم ؟؟
الرسالة بليغة .. ولم يبقى معنا سوى الذكريات ..والذكرى مع من نحب ليست أجمل منهم لا والله .. ولكنها تزيدنا قرباً ..لا أكثر !
ونسأل بحيره ..أين يمكن أن ينتهي انتظارنا للحلم ..حتى ننتظر عنده !


أعتذر عن حروفي المهترئة ..فأهل تلك البقاع أجمل ..وأروع ..ولهم في فؤادي الكثير !
كل التحية ..والحب .. والهمة ..


ولعل الرحلة القادمة ..لن تكون..الا إلى القدس العتيقة :))


صفاء الزغول
9/7/2011


ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "