الخميس، 17 فبراير 2011

مجاملة !


أسترق اللحظات كما لم أفعل من قبل،فهناك الكثير من المشاغل التي تحوم حول جدران مملكتي الصغيرة!! لا أدري لم في هذا الوقت بالذات.. ينتابني دفق مداد غزير..لكن بدون حروف !! أحاول مجاملتها بكل ما أوتيت من أبجديات..الا أن الحروف سريعا ما تتوه..وتبقى المعاني..وتعود المشكلة الأزلية ..حينما تعجز الكلمات عن الالتفاف حول المعاني !!

أقف بتمعن أمام نافذتي الصغيرة .. أحدق جادة في صورة البدر .. الى الشوارع ..أتذكر الطرقات..أصغي الى همس الأصوات ..أزيز الأحداث.. بلا فائدة !! لا تزال الكلمات خجلة..


أحاول العزف على سطر صامت.. أرسم بريشة الأبجديات التي أعرف..وأدرك أن الرسم بالكلمات لا يقل جمالاً عن الرسم بالألوان أحاول أن أرسم لوحة نصية بها يتجدد نور القمر ..أبدأ ببعثرة الحروف يمنة ويسرة..أجامل الأوراق..علها تشفي ما بي من حب ..اشتياق.. همة .. خجل.. أمل .. لا فائدة مجددا !!

المشاعر موقوفة مؤقتاً،سأحاول الكتابة بالفراغ..ولا مانع لدي مطلقا !! ففي النفس ألحان لا يعزف عليها الا أناملي وحدي ،وفي الحياة فرص..أثق أن قلمي أروعها لدي !!

ما زال الكثيرون يسبقونني إليها .. ومع أنني لا أكتفي أن أكون لها ظلا فقط..بل يكفيني أن أكون ظل ظلها..سراب مشبوب بحقيقة !! المهم أن ألوذ أنا وبدر هذه الليلة بدفء وجنتيها !! وبلا فائدة!

دخلت إلى مكان ما عرفت مثله .. وسط أزقة عمان القديمة..التي تشبه تعرجات الزمن في يد الإنسان..والتعب يملأ الوجوه !! وبلا فائدة..لا شيء يستفز قلمي !


تجولت في أسفار الماضي.. وبدأت أمر بيدي على أجزاءه هذا المساء.. لأرسم حدود مملكتي خارج ذلك الاطار..ومع هذا وذاك .لا فائدة !!

أدركت الآن ..أن قلمي يشبهني أكثر مني .. لا بد أن أملأ الجدران فرحا ..بكاءا... أنفاس حارة .. وبعض الصرخات..ليتفجر ..ولكن كيف يعود بعضي منها ..وكلي قد رحل إليها منذ ذلك الحين !

مع أن المولى إن أراد أن يظهر فضله عليك ..فتح أبواب إعمار الكون لديك..ومع زحمة المشاغل .. أنتشي بهذا الشعور دوما..غير أن للشوق مكان لا يملؤه غيرها !

أنفااااااااس عميقة .. أستجمع القوى.. أرصف الكلمات المبعثرة صفا واحدا ..لا والله ما له ثاني ! أحاول أن أجعل من أمامي يعيد نصي مرة تلو المرة ..يراقب الملحمة النصية بقوة .. انا أنت ..فكيف أنا بلا أنت ! وللحب بين أحرف اسمي اشراقات همة !! وما يدفعني شيء للانجاز دفع الحب لفؤادي !!

اليوم عمل..وبعض التعب.. وإعداد للغد....أيا همتي..غردي لي ..وأسمعيني لحن فعلك الجميل...

قولي أكثر ..فإني بصوتك أسمع وأرى !!

تجديد عهد ووعد ..وتارة أخرى ..

غدا في القدس نلتقي ..
^^


صفاء الزغول 
17-2-2011






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "