السبت، 7 أبريل 2012

على كفّي نقيض"شباب جامعات"

منذ ان قررت الانتقال من مرحلة طفولة "الحركة والتفكير" بعد انجاز مرحلة الثانويّة العامة ، قررت أن يكون مكاني غريباً وعجيباً ..لا ينتمي لمن هم بمثل عمري ، ولا أدري لماذا كان يحتويني شعور .. أنّ مشروع بقاء "الفرد الفاعل" لا يدّ أن يكون في مكان..لا يتواجد فيه الكثيرون !




ملتقى القدس الثقافي تجربتي الأولى في العمل ،كان تجربة بعثرت أمامي معاني الهُزال الحركي ، وكيف تكون الضربة في مكانها دائماً ! كما أن فتحهم لباب "البحث" كانت من أهمّ الاضافات على شخصيّتي !!
مشروع النهضة، و"إنسان" اضاف اليّ كثيراً من معاني "التجرّد" ومحاولة النظر بزوايا مختلفة لنفس الفكرة ، حبّب إليّ التعامل مع الأفكار ، والبعد كامل البعد في التقييم عن عالم "الشخوص" !




دخول عالم التدوين كان فكرة لفتح باب كبير جدّاً للتعامل مع افكار من مختلف المنطلقات ، مما دعّم لدي تقليص عالم الأشخاص ايضاً !القراءة..الاعلام.. والكثير الكثير.
لكنني غبت وبكل جدّية عن "الجامعة" .. و"شباب الجامعات" ! لم أفكّر طوال ال3 أعوام السالفة أن اقدّم شيء للجامعة فضلاً عن مشاركتي لزملائي هناك !! والعجيب أنّ الفكرة لم تطرق مخيّلتي ، على الرغم من أنّ الكثيرين ألقوا عليّ أكواماً من اللوم نظراً لتغيّبي عن الشارع الجامعي وما يجري به !


فقررت وبعد تفكير طويل ان أنغمس في العمل الطلابي فترة من الزمن ، ومحاولة التقرّب أكثر من الشارع الطلابي! وانا أكتب الآن لأنقل لكم تجربتي.. "شباب جامعات" :)




لدى دخول الشاب الى "الحرم الجامعي" يرى أنّه العالم الأكبر ، والانغماس فيه يؤدّي الى طريق باتجاه واحد..حتّى التخرّج ! وقليلٌ منّا من ينتبه الى العوالم الكثيرة والكبيرة خارج حدود الجامعة .. عوالم معرفيّة وفكريّة مخيفة جدّاً ، عوالم حركيّة ، عوالم إنسانيّة..جماليّة ! وغيرها الكثير، مما يجعل مساحة "التجربة الجامعيّة" تتقلّص سريعاً من اهتمام هذه الفئة !
دون الامعان أنّ هذه شريحة تشكّل جزءا ليس يسيراً من العوالم الكبيرة سالفة الذكر !


وعند التفكير قليلاً ، نجد أنّنا بحاجة الى صناعة الانسان الذي يمتدّ بامتداد هذا العصر ومتطلّباته ، وحقيقة الصناعة لا بدّ ان تكون في مرحلة مبكّرة..لن أقول ابتداءاً من فترة المراهقة.. بل من مرحلة المراهقة الفكريّة ! وهي التي يمرّ بها أغلب شباب الجامعات !!


هذا الانسان الذي يحاول استجماع القلب والعقل فيه ، ومشاركة الفص الايمن "العقلاني" والأيسر "الجمالي" في ذاته ! يحافظ على التركيز في هويّته ، بل وصناعة المعنى الحقيقي لها ، إنسان يتشبّع بالبحث ، والتفكير والتقييم  ، يحاول أن يكون ذاته ببساطة !!
إنسانٌ لا تقيّده الا "الفكرة" كثير الترحال بين العوالم.. من داخله الى الخارج ، ومن الخارج الى داخله !! يحاول الاقتراب من الحقيقة أيّاً كان الوجع الذي سيسببه اكتشافها !! إنسان..قادر على إزالة الران عن المفاهيم ، وكشف الاقنعة عن المصطلحات !!
**أكتب هذه الكلمات ، وأنا أنظر الى شارع المكتبة في الجامعة ، حيث هناك الآلاف يدخلون الجامعة "حتى يلحقوا محاضرة الساعة 8" ! **




كلّ واحد منهم ، هو كنزٌ معرفي وجمالي !! هذا ما اثق به !ولو ألقينا نظرة سريعة على حجم الوقت الذي يقضيه الطلبة في الجامعة ، سنكون على يقين انّه ليس بالهيّن ، وانّ هناك صوراً ذهنيّة تتشكّل في كلّ يوم لدينا ، عن "التالي" !


ولنلقي بأنظارنا على زاوية أخرى من الطلاب في الجامعات.. تلك الفئة التي تتحرّك باستمرار ، خليّة نحلٍ تتحرّك في كل الاتجاهات "باعتقادها" ، وظيفتها "المحافظة على حركة الشباب" فتجدها من نشاط الى نشاط.. الى تخطيط..الى نشاط آخر، بين كل نشاط ونشاط.. "نشاط آخر" :))


الحركة الدؤوب هي الصفة الأميز في الشباب ،هذا ما لا يُمكن إنكاره ، لكنّ الحكمة والبصيرة بعضٌ مما نفتقده مع هذه الحركة !
الحركة إن استحوذت على مسار حياة الفرد منّا.. تملّكته..واستهلكته !! فلا يصل عتبة التخرّج إلّا... "كان الله بالسر عليم".


الحركة بالطريقة التي رأيتها.. تُفقد المرء ميزانه، تُفقده بوصلته.. الى أين وصلت الفكرة ؟ أو هل لا زلت على نفس الطريق الذي خطّطت له ؟؟ اين الجديد؟؟ ما هو الهدف ؟؟
فضلاً عن أنّ الحركة التي لا تغذّيها "المعرفة" لا يعوّل عليها !! سنحترف تكرار أنفسنا، استهلاك الأفكار،استهلاك الشخصيّات ،استهلاك الكفاءات..بل وعدم القدرة على تصنيعها ! بالتالي سنحترف :"مكانك سر".


الصدى والبهرجة تحتلّ جزءا كبيرا من العمل الطلابي ، والدوائر المغلقة نوع من السكاكين القاتله له أيضاً !
قصّة "بكفي تنظير" ضيّعت علينا كثيراً من الخير !! ما هو التنظير ؟؟ دعونا نفكّر :: التنظير برأيي هو "التأسيس لفكره" فما عيب ذلك ؟ ولماذا نتّخذ النيّة الفعلية بالتغيير بعيداً عن هراء "التنظير" شمّاعة لكل الأخطاء الحركيّة التي نرتكبها ؟!
لنكن منصفين إذن :: قصور التأسيس مشكلة.. والوقوف عندها مشكلة أخرى !




يبدو أنّني أثقلت على "الحركيين" من شبابنا.. لكن هذا الطرح مع بعض التعديلات موجّه مباشرة "للمثقفين" !
الطبقة التي تفكّر ان تكون مؤثّرة في المجتمعات..فتبدأ في القراءة وحضور جلسات العلم والفكر ويختلفون ثم يختلفون ثم يختلفون ويتحيّزون... وننتهي ب "مكانك سر" !


** لستُ مضطرة للبيان كثيراً أنني لا أعممّ **


انا على ثقة ان كثيراً من الأفكار من الصعب صياغتها على شكل مشاريع ، أو لم تصل للنضوج الذي يؤهّلها لذلك..او حتى نقد فكرة قديمة وبيان "استهلاكها" وعدم مشروعيّتها في هذا الوقت اسهل من إنتاج فكرة جديدة أو بديلة.. بس يا جماعة..
"بدنا نحلها" !!


لا بدّ أن نفكر بخلق تيّار يحاول تفعيل الساحة الفكرية بواقع مجتمعاتها ، ويحاول إقحام الساحة الحركيّة ببناء الأفكار وتفكيكها..
لا بد أن يخفو صوت النقد قليلاً ليتصدّر الساحة مشروع فكري ضخم في طرح البديل !
هذا التيّار يدعو بقوّة لخلق حاله من الوعي بضرورة النهضة ، وطرح الأسئلة وإيجاد الإجابات والحلول!!




على هذا التيّار أيضاً أن يؤسس لعلاقات بنائيّة هادفة ، تربط المجتمعات الصغيرة "الجامعات مثالاً " بالمجتمعات الأكثر توسّعاً وانتشاراً ، كما تربط المؤسسات بالافراد والافراد بالافراد كذلك !


فتح الأبواب المغلقة ، قد تكون من أنجع الحلول في هذه المرحلة..وأخصّ بذلك شباب التيّارات الاسلاميّة والليبراليّة وغيرها في الوسط الجامعي..


بدنا نحلها يا JU بدنا نحلّها :))


صفاء الزغول
7/4/2012








الثلاثاء، 14 فبراير 2012

الجامعة الأردنية :"ولعيونك يا شام" !

كان أحدهم يدعو ذات مرّة ..
"اللهم أخرجنا من ضيق الكلمة إلى سعة المظاهرة، ومن سجن الحرف إلى سماء الهتاف ..
اللهم أخرجنا من عبادة الدعاء - على عظمتها - إلى عبادة الثورة، ومن حرقة الدمع إلى حرقة الجرح .. 
واكتب لنا شهادة تكفر بها عن كل ساعة كنا نائمين بها، وعباد لك كانوا ينامون لآخر مرة ..

وعن كل قطرة دم سرت دافئة، وعباد لك ما كانوا يجدون نارا ولا حتى نورا...
 وعن كل بسمة تبسمتها والجرح لا زال ينزف .. ولا زال .. " 

كنت أظنّ أن فكرة "العجز" لا يمكن تجاوزها مع ما يحصل لإخواننا في أرض الشام ..
بل كانت تشكّل نوعاً من الضغط النفسي بالنسبة لي ولكثير من الثوّار خارج بلاد الثورة..


الموت لا يغفر لأحد .. يأخذ القاصي والداني..
يوزّع في الطرقات بالمجّان ..يوزّع مع حليب الأطفال صباح مساء..
ونحن في الشوارع مسجونين.. محض الشعور بأنّك حيّ..والارض بقايا أموات ..كان يشكّل عائقاً أمام تحرّكاتنا ..
وفي أحسن الأحوال..إن جرى اليوم بشكل طبيعي..ملأنا الدنيا كذباً وخداعا !

ومن هذا الباب.. ولأن فينا بقايا انسانية..
أعلن اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ..اليوم الثلاثاء وقف جميع نشاطاته لإشعار آخر ..
وإطلاق حملة ضخمة لإغاثة الإخوة اللاجئين السوريين في الأردن ..وكان البيان التالي :

" لأجل الإنسانية التي تجمعنا بشعب قُتلت الإنسانية في بلاده على يد النظام الجائر ..
ولأجل حجم المعاناة التي يقاسيها أخواننا اللاجئين السوريين والتي يجهلها الكثيرون ، وكأقل ما نفعله كأخوة في الدين ولأننا طلبة الجامعة الأردنية ونبض هذا الشارع .

فإننا اتحاد طلبة الجامعة الأردنية نعلن عن وقف كافة الأنشطة والفعاليات حتى إشعار آخر وحشد الجهود والطاقات وتوجيهها للعمل على حملة طلبة الجامعة الأردنية لإغاثة الشعب السوري والتي ستنطلق يوم الثلاثاء الموافق 14 / 2 / 2012 . "



حيث انطلقت اليوم الحملة في كافة أرجاء الجامعة..على شكل بازارات خيريّة في القطاعات الطبّية والعلمية والانسانية على حدّ سواء..
هذا وسيقوم اتحاد الطلبة خلال الفترة المقبلة بعمل حملة تبرعات كبيرة من نوعها .. وتشكيل افرقة طلابية _طبيّة_ لتقديم الخدمات الطبية للإخوة اللاجئين ..كما سيقوم الطلاب بزيارات ميدانية مختلفة لأماكن تواجد اللاجئين لايصال الدعم المادي والمعنوي والطبي لهم ..



أعلم يا رفاق أنّ الموت أتعب الجميع.. أنهك الأنفاس وأرهق القلوب !
لكن الحراك هو المقدّم على كلّ شيء.. لعلّ في هذا ما يشفع لنا أمام ضمائرنا ..ثم أمام نظرات أهل الثورة في كلّ مكان ..



جانب من البازارات الإغاثية


الطلاب يعبئون نماذج الانضمام للحملة







تنويه :: 
كل من يستطيع أن يخدم الحملة بأي وسيلة كانت ..
اعلامية ,ماديّة , طبيّة .. أو أي شيء آخر.. 
يتواصل معي على حساب الفيس بوك "صفاء الزغول
أو حساب تويتر "@safazghoul "

وسنكون له من الشاكرين :)

ولعيونك يا شام !




صفاء الزغول 
14/2/2012

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "