الجمعة، 5 أغسطس 2011

ولتُصنع على عيْني 2011/8/6


كان يخبّؤها في جوهره .. ولا يهمّه كثيراً كيف يراها أو متى ..المهم أن يحتفظ بها ليس إلّا ، يخبّؤها .. وتكشفه عيناه وملامح وجنتيه..
هدّء من روعك ... لا بد أن تولد !
ينتظرها.. وانتظارها هو أطول الأزمان ولكنه الأكثر جمالاً .. فهو لا يعدّ الدقائق ولا الساعات .. إنما يعدّ أنفاسه ، ونبض فؤاده .. يتكئ على ساعد الأمل ..ويُسند رأسه على جذع الشوق حيناً ويتنهّد ...
رويداً ..ها هي تولد !
الصرخات تتالى ، وترتفع لحظة عن الأخرى.. وكلّ ما حولها فرح ووجِل ! تصمت حيناً وتبكي حيناً آخر !؟؟ إنّها تولد !


أمام بوابة القادمين مكث ينتظرها .. يحمل أسفارها ولا تحمله .. ويتكبّد عناءها ولا ترفق بانتظاره.. ولكنّها حتماً ستولد !ها هو الزورق يطلّ من بعيد .. زورق هادئٌ وجِل..والأمواج من حوله لا ليست ترحمه !
 باسم الله يجريها .. فيا رب هل تصل ؟؟
يلحّ عليها في السؤال.. أين ينتهي حد الانتظار.. حتى أنتظركِ هناك..؟؟
على حين غرّة ..

يختار الصمت.. فولوجها هو الحديث ..
يوقف عدّاد الزمان .. فوقوفها تقويم جديد ..
لقد ولدت !
منذ عام فقط ، وكلّ ما حولها يذكرون عشرين عام ..


عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان..
من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال !
واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن !
حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ ..
وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني "

العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى ..
" ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة ..
 وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "


لم يكن لها معنىً حين أرادت .. ولكن حين أراد كان!
لم تعرف المرفأ ولم تدلّه .. ولكن حين أراد كان !

ولتصنع على عيني ... تجد في البكاء إجابة ..
ولتصنع على عيني ... تفهم النسمات الرحمانية في كلّ يوم تُلقى عليها !
ولتصنع على عيني ... دعوتها الأولى والأخيرة..
إن عجزت.. وإن ضعفت ... إن فرحت .. إن اسرّت أو أعلنت ..
"ولتصنع على عيني " !



عام واحد فقط ، أبصرت به الوجود ..
عامٌ واحد فقط ، منذ أن فقهت الحب ..
عامٌ واحد فقط ، منذ أن رتّلت أسفار الانهيار الأخير ..
عامٌ واحد فقط ، منذ أن وُلدت طفلةً وكلّ ما فيها صبا ..

عامٌ واحد على اليوم الذي التقيتها فيه .. تشدّ اليمين حين يغتالها تعب الشمّال..
وتُسند الشمال إذا ما مالَ عليها اليمين ...


عامٌ واحد .. لم تعرف معنى الركون .. حيث ال " لا هناك " أو حيث تكون !
عامٌ واحد والتاريخ يكلّفها التيقّظ في الظلام، بل ويجعلها تدأب خلفه تكتبه ..علّها تجد لها مكاناً فيه!
عام واحد وللقدس عندها كتفٌ ترخي عليه جسدها المنهك المتهالك !
عام واحد .. ونفثات قلم تحدّث العالم عن أنفاسها التي تحار بين الجنون والتعقّل !
عامٌ واحد .. وفي الأفكار لها حياة .. والنهضة إضافتها ..
عام واحد وملتقى القدس مقرّها ومستودعها ..
عام واحد ونبضاتهم في فؤادها ليل نهار !
عام واحد وهي تهزّ بجذع النخلةِ كلّما قررت مواجهتهما !
عام واحد ولا ارضٌ تقلّها ولا سماء تغطّيها !!
عامٌ واحد منذ أن عاشت حلم سنين،ورأت في الدم ثأرٌ جديد!
حين انتفض العالم .. وما عاد ينتفض القلّة فقط !
ممممم أي نعم ...عامٌ واحد !

كان عاماً واحداً .....
لم يكن قبله ولا بعده ....!!!



والله عامٌ واحد !!
هو كلّ عمري ...





صفاء الزغول 
6/8/2011

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "