الأربعاء، 9 مارس 2011

حياة طاب معناها !

" والله ما عاد في مجال ! ،شوفولكم حد ثاني يساعدكم يا عمي !! "...قالها بترنيمة عفوية :)
 " عفواَ ليش من انتو؟؟ " بصراخ بارد !! استطرد على طلبي لمساعدته في مشروعي !!

هكذا تسير الأيام والليالي عند كثير من شباب أمتنا،ولا أتحدث عن نفسي فقط،في كل يوم يثبتون للعالم أنهم أصحاب القرار،وما زال المعاندون لهم كثر !




يرفضون بلحظة من اللحظات الاعتراف أن دورهم قد انتهى، "فلا مجال للتراجع "كما يزعمون دوما !! أفكر كثيرا عندما أستمع إلى هذه الحجة.. التراجع عن ماذا ؟؟ عن السيرة الطويلة العطرة بالفشل والخنوع، المميزة بالخوف الجوع،الرتابة في موسيقى حياتهم ؟؟!!

أم التراجع عن الرعب الذي حاولوا إرضاعنا إياه مع حليب أمهاتنا، ترن في مخيلتي حقب التاريخ الحديث،خطوة بخطوه .. فكيف جرى هذا؟؟ وكيف سمحوا بذاك؟؟ وأين كانوا وقتئذ ؟؟ حرام !!


"والله يا جدة،الحياة صعبة !! فيش مجال،يا دوب تلحق تطلع ع الحصيدة تجيب للولاد الأكل ،والا بموتوا من الجوع !! "
"يوووووو يا عمي،وعن شو ((بتهذربي)) _أي بتخرفي _ هي الناس بهذيك الأيام كان عندها ورقة وقلم ؟؟!! "

جولة مع بعض الكبار في السن،عندما كنت في عجلون..أتساءل..




فقبل عهد قريب .. كان العلم،العمل، الحضارة تسري كالدم مع العروق في أجيالنا.. ولكن هيهات..ما نسي الزمان وما نسينا !!

أخذت أفكر جاهدة، يقول الغزالي: " إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علواً وهبوطاً " المصاعب التي عاشها الأجداد خلال ال400 سنة الماضية متعبة جدا،فيها من الويلات الكثير والكثير ،خاصة بعد انتهاء "الخلافة العثمانية"والدخول في مرحلة انتقالية عجيبة مع الانتداب البريطاني،ثم الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ثم انتقال مفاهيم الاحتلال بكثير من أنواعه وتفشيه في حدود الوطن العربي ،وبدا الصراع من ذلك الوقت،صراع وجود،لا صراع حدود !!

صراعٌ جعل الاحتلال يستخدم الكثير من اساليب ضرب الهمة،والتدخل في لقمة عيش العرب ،وكرامتهم،وتهديد مستقبل ابنائهم !!
لكن أين الهمة التي ارتقت بأصحابها في تلك المرحلة؟؟ أين التحرك المنظم الذي حاول الكثيرون استخدامه لردع الظلم عن الانسانية !!





انكسرت قاعدة الغزالي كما رأيت في تلك الفترة !!

ولكن.. ضمن إحدى قراءاتي ، يذكر أديسون : " إن التغيير والنجاح ليس نتاج موهبة معينة،إن اردنا الدقة، فإن 99% منه عرق جبين والباقي موهبة !! " هذه القاعدة التي أراها تستشري في أرجاء همم الشباب في هذه الفترة، الخوف من معاني الحرية وتبعاتها كثر في الفترة الماضية،السبب أن الحرية مسؤولية،وتوقف المرء أمام نفسه وأمته !! وهذا ما لا يروق للدنيء من الهمم !!

أما في المنطق الذي أعرف، فإنك إن هبت أمراً فوجب أن تقدم عليه، فإن مهابة التوقِّي أشد من الخوف نفسه !! الخوف يكبل الجوانح كلها ولا سبيل للخلاص منه!! سوى أن يُؤتى بضده !!



هذا ما يسطِّره الشباب يوما بعد يوم، في بلداننا العربية والاسلامية، فلثورة الياسمين في تونس،ترنيمة عز خالصة.. وأما عن ثوار الكنانة فحدث ولا حرج !! واليوم في ليبيا ويمن الإيمان..النار تحرق الأرض ،الشجر والحجر.. وقد تحرق الأجساد،لكن همم الشباب لا تهدأ،ولا تموت !!

أعلم جيداً أن السر في حصاد أعظم الثمار،والحصول على أعظم النعم من الحياة، هي أن تحيا دوما في خطر..هذا ما يفعله شباب أمتنا اليوم..وها هي الحياة إذ تطيب لها المعاني !!



أصحاب المبادرة،ومن يملكون زمام التغيير ،بإشعال فكرته وتملكها،ثم يطلبون الاحتضان من أصحاب العقول والنفوذ وأصحاب الشوكة..حتى تنتقل آثارهم تدريجيا الى الشارع العام كاملا..لا أقول فقط على مستوى الثورات العربية التي يقودها الشباب،ولكن حتى على ابسط المستويات،لا أستطيع أن أنكر أهمها في الوسط الذي يحيط بي،في الجامعة الأردنية..

شباب التغيير تظهر بعض أنوارهم في بوارق اتحاد طلبة الجامعة،وما اراه على المستوى الشخصي والأثر العام،في توسيع نطاق الاصلاح،ومكافحة الضلال ومحاولات الإفساد.. الرقي في التعامل مع المستويات الرسمية في الجامعة ابتداءاً من أصغر طالب،ولغاية رئيس الجامعة _د.عادل الطويسي_ فن في التعامل،وتسوية الأمور وقيادتها !!



هؤلاء أحبوا التغيير، والمحب إذا أحب ،تلقاه يبذل فيه ما لا يبذل !!
خطوة بخطوة،والتغيير دوما يبدأ بخطوة،وإن لم تكن يا صاحبي منهم،فتعال..ما زال في الركب متسع..فقلب القادة دوما..كالبحر،لا تدرك شواطئه البعيدة.. لكل منا مكان،وكلٌ عليه واجب ومسؤولية..
تبقى الحياة إذ يطيب معناها مع شباب التغيير .. أن تجمع فيها ،ما يتفرق في غيرها ^^

تحية شبابية..وبانتظارك يا صديقي عند القمة..لا تتأخر !!


______ وغدا في القدس نلتقي ______
صفاء الزغول
9-3-2011

هناك تعليق واحد:

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "