الثلاثاء، 29 مارس 2011

وهل تغدو الأرض معتقل؟

ها هي تتقدّم إلينا،لأول وهلة كان تقدمها على استحياء بالغ ..ولكن ما بين اليوم والليلة، تكون أمور ،ويبدي لك الله ما كنت تجهله ،فها هي اليوم،تتقدم بخطى ثابته،تتصدر الموقف..الشاشات،حديث الناس ، تقف هنا لوهلة، وترمي بذرتها الأولى وتنطلق ، لتكمل الترحال،حيث اللامكان، حين تدرك المهمة !!
 
وها هم أهلها..يربتون بأيديهم أسفل قلوبهم، يحاولون تخفيف جزء من ذلك الألم ،يربطون الجرح ،ويقفون مجدداً بالورد..فالرؤى الخلاقة تتقدم الرَّوح والراحة ! بعض من الغضب،كثير من الحرقة، فالموت يسرق الآمال،ويُسري الآلام ، وقد يختمها بلحظة !

وسكنت الأحداث بعد طول انفعال، لا كسكون البشر الذي نعرف،وإنما كسكون الطبيعة،إذ تبدي لك مع النسمات هدوءا..ولكن تبقى الحرية والتغيير عاصفة ترتع وتشتت هدوءها يمنة ويسرة..

كنت أخشى أن ما بعد أحداث الجمعة المؤسفة هنا في عمان،سيكون الموضوع أبسط،وأن التعقيدات في محض نسج لمخيلتي القاصرة، فلم أدرك أن مخيلة ثورة الشعوب أكبر مما يمكن إدراكه،وأن المغالين والمراهنين كثر ، يقفون على أعتاب الكلمات، ويشعلونها فتنة وناراً تالله لن تحرق إلا قلوبهم ،كما أحرقت عقولهم من قبل ..

اخترت أن أفهم، فهناك الكثير من علامات الاستفهام لدي ،سواءً تفاصيل الحادثة ، وما بعدها..فاخترت اللجوء إليه ، مع أن الوقت ليس مناسبا إطلاقا ،فقد ناله نصيب من الاعتداءات الماساوية ، أدخلته في أزمة صحية هي الأولى من نوعها لديه منذ خروجه من سجون الاحتلال الاسرائيلي بعد أن قضى فيها ما يقرب من 17 عام !!

سلطان العجلوني.. كان من أحد الشاهدين على أحداث الخامس والعشرين من آذار على دوار الداخلية في عمان، وقد قمت باجراء مقابلة صغيرة معه ،بعد أن اطمأننت على صحته وسلامته..
المقابلة امتدت ما يقرب من ساعة وربع تقريباً،لذلك سأجمل أهم وأبرز النقاط التي تحدث بها العجلوني ،تعليقاً واستطراداً على الأحداث ،أو بالاجابة عن بعض الأسئلة ..

النقطة الأولى كانت عن آخر لقطة قبل حدوث الاشتباك..هنا يؤكد العجلوني على أن ما حصل لا يمكن أن يسمّى اشتباكاً بل هو "مجزرة" لإن الواجب في الاشتباك أن يقوم الطرفان بالمواجهه وهذا ما لم يحصل ،حيث استطاع المعتصمين ضبط أنفسهم ، وعدم الرد على سيل الحجارة التي انهالت عليهم ابتداءاً ، ثم على اعتداء "البلطجية" وبعض من قوات الدرك والأمن عليهم في المساء ،حين وصول الحشد القادم من حدائق الملك حسين والتي شهدت مسيرة "نداء وطن ".




"لم يسبق الضرب أي إنذار" ولا حتى طلب صريح بفض الاعتصام ،وهذه كانت الفاجعة والصدمة الأكبر للعجلوني ،أن ما حصل كان نتيجة واضحة للتضليل الذي وقع هؤلاء المحتشدين ضحيته، كمايبدو من أن المناشدات التي استغاث المعتصمون بها الى رجال الأمن ، لم تصل الى القلوب فقد ردتها الآذان غير مصغية، نتيجة الشحن الطائفي والعرقي والإقليمي الذين عُبؤا به،لصالح مآرب الفاسدين ،لكي لا تلفهم رياح التغيير في يوم من الايام فيفقد ما عاشوا عليه !!

من جهته فرّق العجلوني ،بين المضلَّلين وبين رجال الأمن"باللباس المدني" الذين كانوا يطوقون المكان ! واعتبر أن الفئة الثانية أشد ضلالا وإفساداً من الأولى التي جارت عليهم واعتدت عليهم اعتداءا فظيعا ! على حد تعبيره .

ورداً على حُجّة الكثيرين بأن موقع "ميدان عبد الناصر" هو موقع حيوي واستراتيجي في عمّان، وإغلاقه يعطّل حركة الناس ،يقول العجلوني أن الحركة في دوار الداخلية لم تتعطل !! فالمعتصمين لم يخرجوا عن (الرصيف) تحت الجسر، بل قاموا بضبط المكان ،واستغلّوا ساعات الفجر الأولى لتنظيف المكان ،بما فيه (مبنى محافظة العاصمة)المقابل للدوار !
بل من أغلق الدوار ،وأعاق الحركة ،هم "البلطجية" الذين حتى بعد الاعتداءات مكثوا فترة لا يستقل بها على الدوار ، بالتطبيل والتزمير ،وكأنهم انتصروا على عدو !! وذلك لساعات متأخرة من الليل ،دون أن يحاسبهم أحد !!

أما رؤية العجلوني إجمالا لموقع "ميدان عبد الناصر "فهو يرى أن اختياره يحسب لتنظيم الحركة لها وعليها.. لها "أنه موقع استراتيجي ،في مكان قريب لكثيرين من الناس ،في العاصمة عمان ،ومن السهل الوصول إليه ،واستطاع المنظمين أن يصلوا لعدد أكبر من الناس عن طريق هذا الموقع بالذات،ومن الممكن أن يدفع هذا التجمع في هذا الموقع لاستجابة أسرع من الحكومة،حيث يعتبر أن اعتصامهم في مكان مفتوح وغير استراتيجي ،لن يدفع الحكومة للاستجابة إلى المطالب بسرعة أكبر.. واشار هنا إلى أنه لم يكن مع المنظمين ،وتمنى لو أنه نال هذا الشرف .. وأما ما حُسِب ضد التحرك باختياره لميدان جمال عبد الناصر فكان السبب الاقوى لدى العجلوني "أنه مكان ضيق وغير مناسب لوجستياً" حيث أن المعتصمين لم يتمكنوا من إغلاقه على سبيل المثال ،وحماية أنفسهم وقت الهجوم ..



وحين طرحت قضية المطالب التي خرج بها تحرك "شباب 24 آذار "وكيف تقييمه بالطابع العام ، فهنا يرى العجلوني عدة أمور ،أولها أن اختلاف المعتصمين نفسهم على بعض المطالب هذه سنة بشرية جارية الى يوم الدين، وهذا إن دلّ على شيء ،فهو يدلل على أن الشريحة التي خرجت للاعتصام تمثل أطياف متعددة للشعب الأردني ،باختلاف توجهاته وأفكاره ،وهذا ما ظهر من خلال أنواع وأطياف ومشارب الشباب المعتصمين هناك .. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ،يصرّح العجلوني أنه شخصياً لم يكن موافقاً على بعض الشعارات ،وخالف بعضها ايضا، بل وغضب من بعضها !! ولكنه كان يؤمن بأن كل وجهة نظر يريد أي أحد أن يستخدم "الميكروفون" ويلقيها في الاعتصام كان المجال مفتوحاً له بامتياز ، مع ضرورة الالتزام بعدم التجريح أو التخوين أو التشخيص أو احتكار الوطن !!

كما أوضح العجلوني بأنه يعارض فكرة "اسقاط الشخصيات"مثلما طالب المعتصمون ،وإنما يطالب هو بضرورة "تغيير السياسات" لأنها هي المحرك الأول والأخير لأي شخصية قد تستلم اي موقع حساس !!

وحيث كانت الملاحظة الابرز هو غياب القيادة عن الساحة في الاعتصام ،يقول العجلوني "إننا قد سئمنا القيادات الفردية النمطية بسياساتها القديمة ايضاً ،ونحن اليوم نحتاج لقيادة جماعية وهذا ما فعله تحرك شباب 24 آذار ،كان التنظيم قوي ،وشمل تجمّعاً لعدة مشارب وتوجهات اردنية ،هذه المشارب والتوجهات والأطياف ،هي التي شكلت القيادة الجماعية للتحرك ...




وختم العجلوني حديثه بأن الوطن للجميع،لكل ما ولد فيه وعاش ،وكم من أردني من اصل "غربي النهر" عاش وقدّم لهذه البلد الكثير، كما الأردنيين من أصل "شرقي النهر" تماماً..والمزاودة على الوطنية خطٌ أحمر لا يتجاوزه عاقلون !! فالسعي للتغيير والغصلاح ،مطلب وطني شامل ،ويصب في مصلحة الجميع ،إلا مصلحة ذلك الذي انتمى لذاته قبل وطنه !! ونحن اليوم بحاجة لتحمل مسؤولياتنا تجاه الحرية التي نطالب بها ، كما من الضروري على شبابنا اليوم ،التحلي بالصبر،وسعة الصدر وروح المبادرة والايجابية ،لأن الطريق في اولها !!

هذا ويذكر أن الأسير المحرر سلطان العجلوني ، كان قد بدأ تحركه للمطالبة بمقاضاة الذين اعتدوا عليه في أحداث الجمعة ،ولكن اليوم يعلن تنازله الصريح عن حقه ،وذلك من باب تطهير النفوس وتطيبيها ، بمحاولة جادة للمّ الشمل ،وإصلاح القلوب.



صفاء الزغول
29-3-2011


الأحد، 20 مارس 2011

"الكرامة" وسلطان العجلوني


على ميعاده،ها هو يحل بجامعتنا الغالية ،جنوباً حيث كلية الهندسة ذهبت أسرع الخطى ..وتلك الأيام ترافقني بحجم لهفتي !

كنت في السابعة عشرة من عمري عندما سمعت قصته لأول مرة ،وخشع سمعي لمعلمتي إذ تقول : "كان عمره 17 سنة يا صفاء لما قتل الجندي اليهودي !! واعتقل ،وضل بالسجن قد عمرك كمان ! كيف تيجي تقوليلي تعبت ؟؟ "

الاسير الأردني المحرر "سلطان العجلوني" ثارت ذاته في 1990 مع انتفاضة الاقصى الأولى ،حيث كان يبلغ من العمر 17 عام ،يقوم هذا البطل بحمل سلاحه لأول مرة ويعبر نهر الأردن الأشم ،ويُشْهده على مروره في كل ذرة من ذراته .. أنني عبرت !

يعبر "العجلوني "النهر ويدخل الى ثكنة عسكرية اسرائيلية ليرى العلم الاسرائيلي الغاصب ،يرفرف على أرض "اسلامية عربية مقدسة " يصعد سريعاً  يسعى لانزاله،حتى تبرق أمامه نظارة جندي ،فينرجل على مرامه ،ويطلق الرصاصة الأولى في حياته لتقتل هذا الجندي !!


يشتبك مع كثير من الجنود،حتى يحكموا السيطرة عليه ويعتقلوه !!
سبعة عشر عاماً ،إلى الآن وحتى بعد لقائي به ..لم أستطع استيعاب فكرة السنوات الأولى له في المعتقل ،وكيف قضاها ؟؟ مع أسوأ أنواع التعامل البشري على وجه الكرة الأرضية ..كيف كان قلبه ؟؟ وكيف ثبت ؟؟ "لله في خلقه شؤون " !

"كلٌ يكبر بحجم قضيته " يجيب على سؤالي .. ولكن ربما أنني بحاجة الى مزيد من الوقت لاستيعاب حجم قضيته !!
يقف العجلوني أمام حشد من الطلاب في الجامعة الاردنية يحدثنا عن "الكرامة " التي يتشدق بها الكثيرين ممن يسمون "الوطنجيين " كما سماهم العجلوني ، ووالله لنحن أولى بها منهم !

قوة ،ثبات.. درر من الكلام ،لست وحدي من ارتجف الفؤاد بين جوانحه حين رأيناه، خصوصا مع قلة أمثاله في وقتنا الحاضر..


الحدث ،وما بعده ،أبجديات الثورة ،الوطنية وتعريفاتها ..معركة الكرامة ..المعتقل ، التعليم خلف اسوار السجن ، والكثير الكثير من الأمور التي تطرق اليها أستاذنا ، وينشرح الصدر منك إذ ترى التفاعل الطلاب الرهيب ..وحق لنا ذلك مع هذا النموذج ، حتى وإن كان الأمن الجامعي شاركنا هذه الندوة الرائعة ^^

يذكر "عميد الأسرى الأردنيين " عدة محاور تلزمنا اليوم لنستطيع أن نصل للكفاءة في التفكير الذي كان يحيا بها قبل أن يصل الى سن ال 17 من عمره ... وأهمها الوعي ..المعرفة والبحث ..والتاريخ !!

من إحدى الأشياء العجيبة التي ذكرها ،أن الأسير الجديد يقدم له إخوته أشياء رئيسية لدى دخوله وهي (( فرشة ،لحاف ، ورقة ،وقلم ! ))

ورقة وقلم ،هما الزاد الوحيد في الأسر ..فكيف نتركها نحن ؟؟
وبعد أن استطعت البوح بما في جعبتي من الاسئلة خصوصا عن ثباته واستمراريته بعد الخروج من الأسر ،وفكرة "الوطنية" في مجتمعنا الأردني ..  كان جوابه " حرام ..لا تظلمي الوطنيين ،وفرّقي بين الوطنية ،والوطنجية ...وخصوصا عندما قال : "الأردني والفلسطيني كالعينين في الوجه ،والوالدين في البيت ،والشهادتين في الدين " ...   البقية في الفيديو





أفكر في طريقة أتعرض فيها لما ذكره العميد ..ولكن يصعب علي ذلك ..فهناك من الناس ،من يعجزون الأبجديات بحثا عن كلام يليق بهم وبوصفهم ، والبطل العجلوني من أهمهم !!

رضي الله عنه وأرضاه ،كم بعث فيّ من الهمة والعزم وتجديد النوايا .. وتبقى الكلمة التي قالها خالدة ..

(( أعجب كيف استطعت أن ألتحق ب 11 أخ وأخت لي في البيت بعد 17 عام اعتقال ..وتركت خلفي 11 ألف أخ وأخت من الأسرى والأسيرات في السجون ؟؟!! عسى الله أن يُشهد نهر الأردن علينا جميعا في المرات القادمة ! ))

ياااا رب



صفاء الزغول
20-3-2011

الأربعاء، 16 مارس 2011

أخطأت وأعتذر


بعد محاضرة غنية للأستاذ محمد بشير من مكتب الجزيرة للاعلام الجديد في قطر ، قام بالتحدث إلى كثير من الوسائل التي تستطيع من خلالها معرفة مدى انتشار المدونة ،ومجموعة من الطرق الإحصائية التي تستطيع منها تقييم ذاتك ..فكرت في مراجعة مدونتي وقراءة احصائياتها، وصدمت حقيقة في مستوى مشاهدتها،الذي لم أتوقعه مطلقا !!

 تعودت أن أخط مقالاتي كما يعرف الكثيرين من وحي ما أعيشه وما يصادفني في حياتي الشخصية والجامعية ، أو من وحي قراءاتي وتصفحاتي اليومية للانترنت..وفي صباح 9-2-2011 قمت بقراءة مقال يكتبة الدكتور زياد الدريس بعنوان "احتباس حضاري " وأعجبتني فكرة طرحه لهذا المقال ،مع العلم أنها المرة الأولى التي أقرأ له.. فاستفز مقاله قلمي ،فقمت بمخاطرته، وكتبت مقالاً بنفس الاسم،وعلى نفس الميزان ...

وعندما كنت أتصفح الإحصائيات والتنبيهات ،وجدت أن المقال الذي كتبته نشر في أكثر من منتدى ، الخطأ الذي ارتكبته وأعترف به ،أنني لم أوثق مصدر الفكرة والمقال ،والإستلهام الذي أخذته من الدكتور الدريس ، فعندما وجدت هذه النقولات لهذا المقال ، راجعت ذاتي كثيراً ووقفت عند خطأي ، وحقيقة شعرتُ بالذنب.. فبحثت عن سبيل للتواصل مع الدكتور الدريس لأقدم اعتذاري له ،على ما اسماه هو "السرقة الفكرية التي لا تقل عن اي سرقة من أي نوع " وفعلاً قمت بتقديم الاعتذار المباشر للدكتور الدريس .


وبغض النظر عن مدى تقبله لاعتذاري ، كنت مستعدة لأي طلب يمكن أن يرضي "الرحمن "أولا ثم يرضيني ثانيا ، ويرضى الدكتور ثالثا.. وعليه أعلن الاعتذار صريحا على نفس المنبر الذي ارتكبت الذنب منه!!

أما وقد جاء الموقف ،فمن الجميل أن نرى ما خلفه، فمن ناحية شخصية أرى أن كل ما تخطه يميني في هذه المدونة يعبّر عن شخصيتي وهويتي ،ولهذا لم أتردد في أن اسطر اعتذارا قد يفهمه الكثيرين ضعفاً بل وقد يعمم الكثيرين ايضاً خطأي هذا بأنه اسلوب حياه، وهذا لا يعنيني كثيراً بقدر ما يعنيني احترام ذاتي وقلمي ، لأنني أثق أن في ذاتي روحاً لا تتنفس إلا من وحي قلمي !!

أما من جهة أخرى ، فاحترام أسطره للدكتور الدريس ،بل ولرب ضارة نافعة جعلتني أتعرف على شخصية جديدة أتعلم بصريح العبارة منها ، حتى وإن كنت للوهلة الأولى "تضايقت " من رده على اعتذاري ، غير أنني أقدر موقفه جيداً ..

وأقدر طبعا أن من السهل على أي مرئ أن يتجاوز بذاته عن مثل ذلك !! خصوصا غياب الرقيب في فضاءات الانترنت الواسعه، ولكن هي إثبات موقف لنفسي مجدداً ،ولد.زياد ثانيا،ً أنني حقيقة راجعت مدونتي واكتشفت هذا الذنب ،ولم يدفعني أحد لفعل ذلك كما رد علي !!

لست من هؤلاء استاذي، ولعلي شخصيا أثق بأن الخطأ لا مبرر له،ولتبعاته!! ولن أقف أسطر مجموعة من المبررات الفارغة! فما حدث أتعلم منه وأتجاوز الموقف منه مباشرة !!

مجدداً أعتذر عن هذه "الخطأ " وكلي أمل بأن أجد مرفأً يقبل طوفاني وما فاض عن ذاتي يوماً !! ولعل في ذلك ألف حسنة !!

تحياتي للاستاذ زياد الدريس .. وهذا رابط مدونته أشرف بمشاركته هنا http://www.ziadaldrees.com/.

صفاء الزغول
16-3-2011

بين الوسع والإتيان


تعبت..وباتت تشك في مستوى الزاد الذي بين جنباتها،والذي شرعت هذا الفصل الدراسي وهي تحمله بقوة منذ ما يقرب من شهر ونصف على ابتداءه ، فبالإضافة الى 18 ساعة دراسية ،تحمّل نفسها أعباءا لم تكن تدرك للحظة انها عن حملها عاجزة ! من مشاريع ودورات تأخذها وتعطيها ،والتزامات ثقافية وفكرية تقرر الخوض فيها ، لتبدأ أشكال المرض والاستنفاذ النفسي والجسدي تجتاحها بعنف !


ربما هي صورة متكررة عن كثيرين ممن يحملون على عاتقهم العمل الاسلامي وبناءه وإخراجه،فتجدهم يسابقون الأيام ويطيرون لتحقيق المستحيل في إطار يعجز الزمن عن تغطيته !
تتعالى الأصوات الموجِّهة لهذه الفئة ب "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " ولا يجب أن تحمَّل النفس فوق طاقتها ،انطلاقاً من مبدأ رفع الكفاءة والجاهزية للعمل أياً كان نوعه،ويتكؤون على "قليل دائم خير من كثير منقطع "

الوسع أيضا لا يعني العيش ضمن القدرات والأوقات وحسب ، ولكن بالمجالات والتخصصات ،فتجدها تدرس تكنولوجي المعلومات،وتعشق التاريخ وتبحث في سيره،وتدرِّب في التنمية البشرية ،وتسطِّر الابداعات في الأدب،وتحاول جادة أن تشكل لنفسها صورة إعلامية حقيقة ،وتدرِّس الرياضيات وتقرأ في الفلسفة ......... إلخ

وعندما يراها "أولو التنظير " (( أخطأتِ ..لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ! ))



هذه الآية الجليلة التي تأتي في خواتيم سورة البقرة أطول سور القرآن الكريم،يحفظها الكثيرين بل ويجعلونها قاعدة لحياتهم، ولكن نقلّب صفحات المصحف الشريف ، فتحط برحلك في سورة "الطلاق " لتجد .. (( لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها ))

كثيرا ما نمر على هذه الآيات ونقرؤها،لكن سبحان من جعل في تراكيبه وآياته وقْعاً خاصاً للنفس إذا عقدت رباطه مع ترانيم حياتها ..
قد يقول الكثيرون إن الآيتين متشابهتين..لكن الجواب عن السؤال قاعدة (( لا تكرار في القرآن الكريم ))

فتستخدم آية الوسع حجة لدى الكثيرين ممن يحتاجون الى مبرر بسكونهم وضعفهم، ولكن أهل الهمة يرفعون شعار "الإتيان" وهو يعني ان من الوجب معرفة ما آتاك الرحمن لتعمل في إطاره،تكتشف مباشرة أنه بوسعك..
الجميل أن تجمع بين الآتين،وهذا المنهج عند المفسرين ،تعلم ما آتاك،لتكتشف أنه بوسعك !



هي محاولة جادة أقف أمام نفسي بها ،بعد أن أجهدتها ،وحملتها فوق وسعها،ظناَ مني أنني أكتشف ما آتاها..لتصل لمرحلة "الجهْد "الحقيقي الذي تعجز فيها عن مجرد شكوى الألم !!

أسطِّر هذه الكلمات ،وأتذكر الكثير الكثير ممن يقعون في هذا الشَّرَك،والكثيرين ممن حاولوا ثنيي عن هذه المخاطرة في هذا الفصل الدراسي ،ولكنها تجربة رائعة حتى مع أشد اللحظات فيها إنهاكاً .
رائعة لإنها تجعلك تدرك قيمة ذاتك،بوسعها وما آتاها الله ،وتقف بين حدود الضعف من جهة،والهمة من جهة إخرى ،سعياً للموازنة الموضوعية بينهما ،بل واجتهاداً لرفع مستوى كفاءتك.


أعاننا الرحمن جميعا وسدد بالتوفيق خطانا ،وأسألكم براً بالدعاء أن يتمم المولى لي هذه المرحلة ،وأنا على قيد الهمة !



صفاء الزغول
16-3-2011

الثلاثاء، 15 مارس 2011

عدوى الثورة

تتعالى الأصوات كل يوم، وبدأت الشعوب توقن أن صدى صرخاتها بدأ يرن في كل الأصقاع ، من تونس..الى مصر..والصدى في ليبيا ،اليمن،البحرين ،العراق ،فلسطين ..والأردن ...هذه الأرض اليوم ترد الصدى كما تفعل منذ أن دقت ساعة التمرد، على كل باطل، تمرد على الجوع ،والذل ،والصوت "الواطي !! "


العدوى تنتقل اليوم لا على الأنظمة وحسب ، وإنما تصل إلى أزقة البيوت ، والجامعات !!
اليوم، يخرج تجمع مهيب من طلبة الجامعات الاردنية ،ليؤدوا مهمة رد الصدى ، وهذه المرة على التعليم ، الحق المستغل !! الواجب المسلوب .. ذلك الحق الذي بدأ يُستغل استغلالا مشيناً في كثير من الجامعات الأردنية ، بالتجارة في هذا الحق ، وسلب صوت الطلبة ،ومص دمائهم..



خرج طلاب الجامعات الأردنية ،تحت مسمى "تجمع الطلبة الأحرار " من الجامعات الاردنية ،انطلاقاً من أمام البوابة الشمالية للجامعة الأم "الجامعة الاردنية " باتجاه وزارة التعليم العالي، انطلقت فور انتهاء محاضرتي مسرعة الى موقع الحدث ، أسرعت الخطى جاهدة لكنني لم أدركهم أمام البوابة .. فألقيت ببصري ممتداً أحاول رؤيتهم ..لكنني ما استطعت.. لكنني تنبهت الى وجودهم ،من علو صوتهم !!



وصلت ... ولحقت بالركب .." الشعب يريد تعليم بالمجان ! " الشعار الذي اعتلى مطالب هؤلاء الشبان والشابات ..
الصوت مدوِ .. الشباب في الشوارع بدأوا يتفاعلون مع الاعتصام .. لم أبعد الوصف حين ذكرت بأنهم يردون صدى الحرية ..فتسمع بقوة الى نفس الشعارات التي كانت ترفع في تونس ،ومصر وليبيا واليمن !! 



والصوت يعلو في كل لحظة .. للحظة اهتز كياني بأكمله، فالموقف أكبر من ان يوصف ،لا أقول وصف الحدث وحسب ..إنما " تجمع الطلبة الأحرار " الكلمة الواحدة تكسر الف حاجز.. مجانية للتعليم.. _وإن كان لي وجهة نظر في هذا المطلب _ اتحاد عام للطلبة في المملكة .. نابع من قسوة الفقر والضعف .. فخلال ايام سيتم إلغاء تسجيل الكثير الكثير من الطلاب ،لعدم تسديد اقساط الجامعة !!




هذه الأقساط التي كسرت ظهر الشباب قبل الأهالي !! حيث يقف الواحد فيهم مكفوف اليدين أمام غلو الأسعار ،وارتفاع طموحاته !!
يقف الطلاب أمام وزارة التعليم العالي ،بعد أن ساروا بما يقارب 30 دقيقة ،والهتاف يعلو ويعلو !! والاروع هي اللغة الخاصة به !



يرفض الوزير كالعادة الخروج الى الحديث مع الطلاب .. ولعلي لا ارى أن فيه شيئا من الحكمة ! ولعل " العاقل " من اعتبر بغيره ..
(( هي الايام كما شاهدتها دول ..  ومن سرّه زمان ساءته أزمان !! )) 

سوياً نخرج الى ما بعد الحدث .. تجمع للطلاب من أنحاء المملكة خطوة قوية محورية ، تعبر عن وعي مميز لدى الطلبة ، خصوصا عندما يعلنون كما اعلن من قبلهم .. " إحنا كرهنا الصوت الواطي !! " .. الاروع هو حفاظهم على عروبتهم في هذه الظروف،درءا لأي " شعلقة " لبعض الاتهامات التي قد توجه لهم !! فيعلنون أمام الوزارة ... "موطني ^_^ "




النقطة الأروع هي وضوح الصورة التي يطالب بها هؤلاء.. مع أن لكل جامعة ظروفها الخاصة  لكن مطالب الكرامة واحدة ،وحفظ المستقبل ، والسعي الجاد لإذابة الاحتباس الحضاري !!


المدّ بدأ يطوف مستعمرات الخوف ، والتعب التي أضنت المجتمعات منذ أعوام ، والتاريخ بدأ يتفنن بالتسطير ، وهنيئا لمن وجد له في التاريخ الصدر ، والله يعين من وضعه التاريخ في الهوامش ..إن لم نقل "المزابل !! "

والشعب يريد من جديد ^^



صفاء الزغول
15-3-2011

الأحد، 13 مارس 2011

حلم ضروري !


يقف بصمت، لم أعهده عليه من قبل !! لأول وهلة ظننت أنه يراقب شيئا بهدوءه..غير أنه ينظر، بل ويحدق كثيراً !!
"شو بتسوي يا خالتي؟؟ " .. " هو تيف تاير؟؟؟ " _هو كيف طاير؟ _ :)

" ولا اشي حبيبي... ربنا خلقله جناحات وطار فيهم .. " .." أنا بدي !! " باجابة سريعة !!


نعم..هو يريد أن يطير ..يريد أن يحلق !! كذلك هو بين الحين والآخر ،يعيد للنفس توازنها..مع شدة ضيق الحياة وتراكم مشاغلها !!ولا يعلم "زايد " أن هناك الكثيرين ممن حرموا ما يعرف ب "الخيال " "والحلم " !!

من الضروري امتلاك ما يكفي من الخيال والوعي للإحساس بالنهاية التي نرنو إلى الصيرورة إليها ، فإن من شأن الخيال أن يمكننا من تصور عوالم من الامتدادات والإمكانات ..والطاقات ..لم تخلق بعد !!

وأما الأجمل أن تحلم بوعي ..وتتخيل بعقل ناضج !! فمن شأن الوعي أن يمكننا من الاتصال بالقوانين ،والمبادئ العامة التي تساعدنا على ارتيد العوالم والحضارات.. من خلال مواهبنا الفردية والسبل المتاحة !!

وما زال الحلم بين يدي .. أمام ناظري .. أتنفسه كل صباح ومساء..وألونه بألوان شتّى .. ففي كل واحد منها نضيف إبداعاً جديدا !!

فبعض الإبداع يولد مع المرئ ..والبعض يولد منه ! ونحترف صنع السعادة.. فهي الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن نعتاده أو نمل منه !


" طال انشغالي بأحلامي ..لننظر الى محل أقدامنا أفضل ! " كذا استطرد عليّ أحدهم..ولكن لا بد من الانتظار لتشعر بلذة الانجاز !!


وغدا في القدس نلتقي ^^

خطوة جديدة في الحلم والمشروع ..اللهم لك الحمد :)

الجمعة، 11 مارس 2011

الموت فيهم وفينا الفزع



الصورة بدأت تتلاشى،ثوانٍ معدودة..وتغيب !!،بقايا أصوات ما زالت في السَّمع،فقررت أن تغادر المحاضرة لظروف خاصة.تدخل الى "المصلى" وما إن يلامس جسدها الأرض ،حتى يغشى كل شيء سمعها وبصرها إلا من الدنيا !!!!

خارج إطار العالم ، بدأت رحلتها..

هاهي تلتقي بمن أحبت،واشتاقت له اياما طوال، سألها كما يسأل أي أحد حين اللقاء..
"كيف حالك؟ "
" بأحسن حال".. الجواب الطبيعي .


رددت عليه السؤال، "وأنت؟؟"
" بخير أيضا.. " إجابة..لم تعبر عن الحقيقة.. فقطرات التعب والعرق تملؤه، ويبدو أن طول الطريق أجهده !!
" أتمنى أن تكون بخير !!"


أجابني الصوت المعهود منذ سنين ..(( من يحمل الروح على راحته،لا يُسأل عن سلامته !!))
جرده الهمُّ فهم معنى للراحه،والراحة في قاموسه أن تحتضن الكفن قبل أن تحتضن الوسادة للنوم !!
يعلن حريته..بلا خوف،أو أدنى حساب لأدنى امرئ!!

بمُرّ اليمين بدأ يكتب قصيدته،ويعزف ألحان الاسر الأخيرة،على وتر من دم ونار..يحرق أنامله واحداً واحداً،ويرشق على أسوار جرحه بعضاً من ترياق الكرامة والتضحية..بهدوء،وبصمت عجيب... صمت تسمع دويّه فتنبهر لقوته وجبروته..حقا ( لو تكلم،للفظ النار والدم،ولكن خلق الحق أبكما!! )

" كفى يا صاح! لا تجعل الفؤاد يطير منك ويسبق يومك ، لنفسك عليك حق !! " ببعض من اللهيب الذي لفّ جوانحي صرخت..
ها هو يلتفت  _وقلّما يفعلها _ بابتسامة هادئة مجدداً " حياتنا لولا الدم..لغزٌ لا يُفهم معناه !! "

الصمت هو الاستطراد !! فلا شيء يصنع العظمة كالدم في وقتنا هذا ..

أصوات تجتاح المكان (( اتصلوا بالاسعاف، لا خلص هي ابتسام راحت تجيبه ))

ربما هو حديث نفس..فما زالت صورته أمامي،والموت خلفه يخشاه!! رغم أنه في وقت يعتبر فريسة سهلة له !!
ها هي معزوفته،تستكمل ألحانها الأخيرة ،والموت فيه ..وكلِّيَ الفزع !!




يده تخط تاريخاً، صوته يشحذ همم الركب، مقلتاه ترمق النور من بعيد ،وتصفه للعميان.. ولكن الكلّ أكبر من مجموع أجزاءه..لأن نتاج الكل أكبر من حاصل جمع نتاج الأعضاء منه !! فالأثر بعد لا يصل إليه المجموع، إلا من ارتباط الكل !!

قطرات..هل هو ماء من السماء يداعب وجنتي؟؟ أم بعض عبرات أُسيلها على جَهْد ذاته !!

ما زال على قيد الهمة..على قيد الحياة،بتُّ حقيقةً أرقب ساعة استشهاده،حتى ينال هذا الشرف،لكن يبدو أن مفهوم الحياة في سبيل الله أعظم من الموت في سبيله !!

شاعرٌ ..ملحِّن.. ولكن للقصيدة والمعزوفة وقْعٌ آخر.. فأن ترى الدماء تنهمر من الفؤاد..لا كان تقرا مثلاً " الدم ينزف من فؤادي !! "

(( خرج من الإطار البشري،وخروجه يُحمّلُه مسؤولية اختياره،بأن يوجِد طريقة لتدعم روحه وجسده ! ))
أخذت بالتنظير،والناس من حولي في ازدياد..يلتفت إليّ رغم انشغاله وتعبه ،وبابتسامة جديدة " أهلا بالمصفقين لكل منتصر وغالب ! "

هزّني حديثه..تركت "الميكروفونات" التي انتصبت أمامي،وسقطت "الكميرات" أيضاً واختفى الجميع من حولي .. فعدت إليه ،وعاد مشهده أمامي..يصارع الموت..وقد طال طريقه،وطال شقاؤه وتعبه.. " ليس شقاءً بل هو الراحة !! " كسر الصمت الذي التف حولي ..

" يبدو أن في أمركِ ريب يا صديقتي.. ألقِ ببصرك نحو الشرق،نسمات عليلة فتحت أبوابها إليكِ من أعوام.. لكن القصور هو انشغالك بالدم الذي يسيل من جسدي ، مع أن استمرار ترنيمتي نبْعٌ من ذلك الباب الرقيق الذي فُتِح عن يميني !!

العظماء ..لا يستسلمون لما يرون من أسباب مادية يقدمونها لخطب الحسناوات..وإنما نستمد طاقتنا من (الغيب) عند ثقتنا بعون الله وتوفيقه..الحرية دخلت عالمنا يا أخية ..حتى وإن كان الموت فينا..فالحياة تبقى لكم..علامَ تلحقوننا إلى الموت "بفزعكم" ونحن نمدُّ الحياة برونقها ؟! وموتكم لا كموتنا ؟؟!!  "




"صفاء ... صفاء ... " وصفعات كثيرة ،ونداءات أكثر "سامعتيني... شكلها مغيبة !! "
ها هو يبتسم ..والبكاء فيّ مجدداً..
فتحت عيني ..دعاء،نور ، سعاد ، تقى ، عبير ، روان ،ابتسام .. و"المصلى " ممتلئ بالطالبات "خير صحيت ؟؟ "

أستجلب بعضا من قوتي ..أحاول إرضاء قدماي والوقوف مجدداً ..

مؤلم !.. الأوجاع تلف جسدي ... لا لأجل المرض ، ولكن ...

" لأنك تكتشف بعد أن تقضي قسما كبيراً من حياتك ، منشغلاً بمتاعب ليست متاعبا!! وهموماً ليست كالهموم !! وخططٍ ونتاجات لا كالخطط والنتاجات !!  والموت فيهم ....والفزع فيك !! "

صفاء الزغول
11-3-2011

الأربعاء، 9 مارس 2011

حياة طاب معناها !

" والله ما عاد في مجال ! ،شوفولكم حد ثاني يساعدكم يا عمي !! "...قالها بترنيمة عفوية :)
 " عفواَ ليش من انتو؟؟ " بصراخ بارد !! استطرد على طلبي لمساعدته في مشروعي !!

هكذا تسير الأيام والليالي عند كثير من شباب أمتنا،ولا أتحدث عن نفسي فقط،في كل يوم يثبتون للعالم أنهم أصحاب القرار،وما زال المعاندون لهم كثر !




يرفضون بلحظة من اللحظات الاعتراف أن دورهم قد انتهى، "فلا مجال للتراجع "كما يزعمون دوما !! أفكر كثيرا عندما أستمع إلى هذه الحجة.. التراجع عن ماذا ؟؟ عن السيرة الطويلة العطرة بالفشل والخنوع، المميزة بالخوف الجوع،الرتابة في موسيقى حياتهم ؟؟!!

أم التراجع عن الرعب الذي حاولوا إرضاعنا إياه مع حليب أمهاتنا، ترن في مخيلتي حقب التاريخ الحديث،خطوة بخطوه .. فكيف جرى هذا؟؟ وكيف سمحوا بذاك؟؟ وأين كانوا وقتئذ ؟؟ حرام !!


"والله يا جدة،الحياة صعبة !! فيش مجال،يا دوب تلحق تطلع ع الحصيدة تجيب للولاد الأكل ،والا بموتوا من الجوع !! "
"يوووووو يا عمي،وعن شو ((بتهذربي)) _أي بتخرفي _ هي الناس بهذيك الأيام كان عندها ورقة وقلم ؟؟!! "

جولة مع بعض الكبار في السن،عندما كنت في عجلون..أتساءل..




فقبل عهد قريب .. كان العلم،العمل، الحضارة تسري كالدم مع العروق في أجيالنا.. ولكن هيهات..ما نسي الزمان وما نسينا !!

أخذت أفكر جاهدة، يقول الغزالي: " إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علواً وهبوطاً " المصاعب التي عاشها الأجداد خلال ال400 سنة الماضية متعبة جدا،فيها من الويلات الكثير والكثير ،خاصة بعد انتهاء "الخلافة العثمانية"والدخول في مرحلة انتقالية عجيبة مع الانتداب البريطاني،ثم الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ثم انتقال مفاهيم الاحتلال بكثير من أنواعه وتفشيه في حدود الوطن العربي ،وبدا الصراع من ذلك الوقت،صراع وجود،لا صراع حدود !!

صراعٌ جعل الاحتلال يستخدم الكثير من اساليب ضرب الهمة،والتدخل في لقمة عيش العرب ،وكرامتهم،وتهديد مستقبل ابنائهم !!
لكن أين الهمة التي ارتقت بأصحابها في تلك المرحلة؟؟ أين التحرك المنظم الذي حاول الكثيرون استخدامه لردع الظلم عن الانسانية !!





انكسرت قاعدة الغزالي كما رأيت في تلك الفترة !!

ولكن.. ضمن إحدى قراءاتي ، يذكر أديسون : " إن التغيير والنجاح ليس نتاج موهبة معينة،إن اردنا الدقة، فإن 99% منه عرق جبين والباقي موهبة !! " هذه القاعدة التي أراها تستشري في أرجاء همم الشباب في هذه الفترة، الخوف من معاني الحرية وتبعاتها كثر في الفترة الماضية،السبب أن الحرية مسؤولية،وتوقف المرء أمام نفسه وأمته !! وهذا ما لا يروق للدنيء من الهمم !!

أما في المنطق الذي أعرف، فإنك إن هبت أمراً فوجب أن تقدم عليه، فإن مهابة التوقِّي أشد من الخوف نفسه !! الخوف يكبل الجوانح كلها ولا سبيل للخلاص منه!! سوى أن يُؤتى بضده !!



هذا ما يسطِّره الشباب يوما بعد يوم، في بلداننا العربية والاسلامية، فلثورة الياسمين في تونس،ترنيمة عز خالصة.. وأما عن ثوار الكنانة فحدث ولا حرج !! واليوم في ليبيا ويمن الإيمان..النار تحرق الأرض ،الشجر والحجر.. وقد تحرق الأجساد،لكن همم الشباب لا تهدأ،ولا تموت !!

أعلم جيداً أن السر في حصاد أعظم الثمار،والحصول على أعظم النعم من الحياة، هي أن تحيا دوما في خطر..هذا ما يفعله شباب أمتنا اليوم..وها هي الحياة إذ تطيب لها المعاني !!



أصحاب المبادرة،ومن يملكون زمام التغيير ،بإشعال فكرته وتملكها،ثم يطلبون الاحتضان من أصحاب العقول والنفوذ وأصحاب الشوكة..حتى تنتقل آثارهم تدريجيا الى الشارع العام كاملا..لا أقول فقط على مستوى الثورات العربية التي يقودها الشباب،ولكن حتى على ابسط المستويات،لا أستطيع أن أنكر أهمها في الوسط الذي يحيط بي،في الجامعة الأردنية..

شباب التغيير تظهر بعض أنوارهم في بوارق اتحاد طلبة الجامعة،وما اراه على المستوى الشخصي والأثر العام،في توسيع نطاق الاصلاح،ومكافحة الضلال ومحاولات الإفساد.. الرقي في التعامل مع المستويات الرسمية في الجامعة ابتداءاً من أصغر طالب،ولغاية رئيس الجامعة _د.عادل الطويسي_ فن في التعامل،وتسوية الأمور وقيادتها !!



هؤلاء أحبوا التغيير، والمحب إذا أحب ،تلقاه يبذل فيه ما لا يبذل !!
خطوة بخطوة،والتغيير دوما يبدأ بخطوة،وإن لم تكن يا صاحبي منهم،فتعال..ما زال في الركب متسع..فقلب القادة دوما..كالبحر،لا تدرك شواطئه البعيدة.. لكل منا مكان،وكلٌ عليه واجب ومسؤولية..
تبقى الحياة إذ يطيب معناها مع شباب التغيير .. أن تجمع فيها ،ما يتفرق في غيرها ^^

تحية شبابية..وبانتظارك يا صديقي عند القمة..لا تتأخر !!


______ وغدا في القدس نلتقي ______
صفاء الزغول
9-3-2011

الجمعة، 4 مارس 2011

الخميس الأسود !!

ها هي هصافير الصباح تغرد ..كل دندنة لها تقول يا الله !!وهاي هي النسمات تداعب وريف الشجر ..ولكل دندنة لها ..يا الله ! الكون بأسره يشرق ب "يا الله " ..هذه الروح التي خرجت بها الى جامعتي الغالية ،مع دقة الساعة السابعة صباحا..حتى أستطيع أن أدرك محاضرتي الأولى في تمام الساعة الثامنة..

ما إن تدخل من باب الكلية الغالية حتى أجد الإعلان عن مهرجان للسيرة النبوية يتنقل في ارجاء الجامعة منذ ثلاثة ايام،واليوم يختتم في ما يعرف ب "سكوير العلوم" محاضرات متتالية.. حتى تدق الساعة 12 فأسرع الى ذلك المكان، أستعد لشحنة في حضن سيرة الحبيب المصطفى..عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بعض الخطوات.. ويكأنني تهت عن المكان ؟؟!! لا أتخيل..انا في الجامعة منذ عامين..وأدخل سكوير العلوم باستمرار .. ولكن ،لا يوجد مظاهر لما يعرف ب "مهرجان السيرة النبوية" أقبلت أسرع الخطى علني أفهم ما يدور هناك ..

اللاحضارة... التخلف بأسمى معانيه ، اللامنطق،اللاعقل ..هو الموجود في الساحة !!



قد لا يفهم الكثيرين ما الذي يوجد في الصورة ،أساعدكم أكثر ، (( دبكة لشباب الجامعة )) !!! عجيب أمرك يا أخية ..أين التخلف ؟؟أين اللامنطق؟؟ أين اللاحضارة ؟؟

هي هنا !!



المهرجان ..في خلفية "الدبيّكة !! "

مجموعة من اللاعقلانين ..وبمنطقي الشخصي ..لا أصفهم الا بالمتخلفين ..أشباه مجانين !! لا أستطيع أن أصدق أنهم طلاب جامعة !!جاءوا ليثبتوا اللاولاء..واللانتماء..في صميم مهرجان السيرة النبوية !!

باي عقل يفكرون.؟؟ لن أنتقد فكرة الوطنية التي يزعمون..ولكن العقل يقتضي..أن جد من "تعيّشون " لأجله... هو من نحتفل بسيرته العطره !! إن من تقدمون له الولاء والانتماء.. هو حفيد للحبيب محمد..عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!




يصرخ بكل ما أوتي من قوة ..يعيش جلالة سيدنا !! وليسقط الخون !!

عن اي خون يتحدث ؟؟؟ عن من يسطرون بأسمى آيات الحب ..ذكرى نبيهم ؟؟!!




بأسوأ العبارات.. يستفزون القاصي والداني !! فيبدا الاشتباك بالايدي ..والذي كنت أنتظره!! ولولا خوفي أن يقال عني ما يمكن أن يقال ..لكنت فعلت ما لا يفعل ؟!!!



مع كل الغضب ...وبكل معاني الحقد..كنت سأتحرك ..إلا أنني بكيت !! هؤلاء يوصفون بأنهم طلاب جامعة !! شباب أمتنا ومن تنعقد عليهم الآمال !! هؤلاء مشاريع نهضة تسير على الأرض ؟؟!!!




من إحدى مظاهر الرجولة التي يعرفها هذا الطالب على سبيل المثال ..أن يتلثم !! ثم يقف أمامي ويصرخ.."ضبي الكميرا أحسنك !! " فأجبته بما أطلقه الله على لساني ..ثم التقطت له صورة !!



أما الرجولة التي يعرفها هذا ..أن يصرخ طالبا "الفزعة" للاعتداء على طالب يحاول توثيق الحدث !! فيندلع اشتباك جديد!!



أما عند ترى الصورة التالية..تدرك محور لقب "الأسود " الذي أطلقته على ذلك الخميس ..




خيال !! لم أستطع أن ألتقط شناعة الوجه الذي قال تلك الكلمة !! " من اليوم بدي اصير مسيحي " وممنوع يصير اشي لمحمد ..منيح هيك ؟؟!! " قالها استطرادا على رجل أمن حاول بابسط ما عنده أن يحل الاشتباك الذي دار بينه وبين الطلاب الملتزمين !!!!

ساعة سوداء !! لم أستطع أن أمتلك عقلي ..قلبي ..على شباب أمتنا الأفذاذ.. على ما يسمون خطأَ "الأمن الجامعي " الذي أسمع صوته يهز أذني .. "مشان الله اطلعوا من هالساحة ..والكم نعمللكم شو ما بدكم " يا سلام !!!!!!!!!!

وبتترجاهم كمان ؟؟!! إنما العيش عيش الشرفاء !! ووالله إن العيش لا يليق بهم !
قد يفهم الكثيرين من حديثي أنني عارضت فكرة الاحتفالات الوطنية ..وتالله ان تلك للجريمة الأكبر ..

فأنا أردنية ..من أصل أردني ..وعلى ارض أردنية ..لكل ذرة من تلك الارض عندي تحية .. فالحب ليس بالكلام.. ليس بالصراخ !! الحب فعل ..تضحية .. ثقة !! " وعقل !! "  هذا أولا ..وثانيا ..باي مناسبة يحتفلون ؟؟ الجواب هو لا شيء !! سأكون حسنة النية ..هم يحتفلون بتعريب الجيش ! وهذا ما خالف ما يفعلون.. فتعريب الجيش من اسمه يدل على معناه !!

يحتفلون بيوم الكرامة الذي لم يقبل بعد .. ما فعلوه والله لا يمت للكرامة بصلة !! إذن السبب؟؟ لا أستطيع أن "أؤجر مخي " مهما كان السبب !! أولا يروق الاحتفال بهذه المناسبة ..إلا في وسط مهرجان للسيرة النبوية ؟؟!! أولا يروق لهم الاحتفال الا بالتكفير والخروج عن الملة ؟؟!!

لست ممن يناهضون الوطنية ،لكن القومية أروع وأنا من دعاتها !!  لا كما يقول أحدهم !! (( تنحرق العروبة كلها ))


المشكلة أن مع كل ما يُعرف عني من الغضب المتسرع.. والكلمات السليطة..إلا أن كلماتي تتهاوى الليلة ،عندما أحاول نقل الحدث ..لا شيء يصف !!
قد يكون الوضع استقر بعد ما يقارب ساعة كاملة ..وسأرفق فيما بعد أجمل الصور والفيديوهات لفقرات المهرجان، إلا أنني كلما تجولت في ما يقارب 80 صورة وفيديو في وقت هذا الغباء ..إلا أنني كلما حاولت أن أرفع أحدها..قلت "لا.. لا يجب أن أسوِّد الحدث أكثر "

وإن كنت لم أستطع أن أنسى كلام ذلك الطالب عندما اراد أن يصبح مسيحيا .. وإن كانت صورة ذلك الآخر حين شتم الذات الإلهية لا تزال تراودني باضطراد!! وإن كانت صورة الثالث وهو يقدم تلك الأوراق لرجل الأمن أمام عيني لا تفارقني ...وإن كان صورة ذلك الذكر والله لا الرجل !! تتراود أمامي حينما هددني وحاول ضربي !! وإن كان للصورة ظلام مشين !! غير أنني ...


لست أنسى حرقة الشباب والتقدم للتغير ،بعد طول صبر !! لست أنسى بكاء إحدى الطالبات ووقوفها للدعاء لهم بالهداية !! لست أنسى تفاعل الطلاب مع الفقرات الراقية في المهرجان،وتجديد العهد والوفاء لسيد الأنبياء.. لست أنسى أنشودة "لو كان بيننا الحبيب "


لست أنسى العهد والوعد !! والله لست أنسى عدة الحبيب محمد " الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين " لن أنسى "البركة في الشباب "

أدرك أن مرحلة التخلف في شباب أمتنا أظلمت ..ووالله لقد سجت ظلمتها !!
حين رأيت تلك القيود تكبل العقول بقسوة.. وبعد أقل من 3 ساعات من ذلك الحدث استمع إلى قعقعة نفس السلسلة تتحطم ..أمام شباب يذلولون سبل الوصول..ويحترفون التغيير ..في دورة خاصة بمشروع النهضة ..

ووالله إن غدا لناظره لقريب ...


صلى عليك الله يا خير الورى .. ما سار ركب أو ترنم حادي ^^


الثلاثاء، 1 مارس 2011

ما بعد المتى ؟!!


نهار جديد يدغدغ أعيننا بأشعته البراقة، وكم من الصباحات التي تكون امتدادات لأحلام ليالينا ..ومساء جديد يلفحنا ببرودته الناعمه..وكم من الليالي ،تبقى امتدادات لتعب النهار وطوله !!

ما بين اليوم والليلة، حكم تتداخل في اللحظات،ترى المواقف تنقلب فجأه،مع أن الكثير منها ،يتكرر حينا بعد حين..يبقى التاريخ يكتب ..بنفس الدورة..تعب ،فصعود،فصعود ، ركود... ثم انحدار يتبعه انحدار آخر ..ليعود بالتعب تارة أخرى للصعود ...!!

الغريب مع التكرارات المتتالية في تاريخنا..أو ما يسمونه بالتكرار ،والذي ما هو الا سنن واحدة،وتأتي بأوجه مختلفة باختلاف العصور !!تجد الاعتبار قليييييل للغاية !!

 أقضي بما يقارب 5 دقائق في كل صباح،وانا أحاول فك اشتباكات "سماعات الاذن " الخاصة بهاتف الجوال ، حتى استطيع أن استمع لوردي ..خمس دقائق مع ما يسمونه ب "فرفطة الروح " ،تأتي هذه العقدة لإنني أعتبر أن لا وقت لدي ،لكي أضعها بطريقة مرتبة لا تستجلب لي هذه العقد اليومية !! والتاريخ يعيد نفسه ..


في ساعة الراحة اليتيمة التي تتسلل في دوامي اليومي .. اخترت الجلوس لوحدي هذا اليوم ..أحاول استجلاب حلمي الرائع ، وضع رتوشات جديدة، ألوان براقة مميزة ، كنت أجلس في "شبه" غابة في الجامعة، والكثير من الطيور الجريئة التي تبقى تحوم حولنا، اقترب مني أحدها ، فألقيت له بقطعة من طعامي الذي كنت أتناوله، في اللحظة الأولى، قام بقسم قطعة الخبر الى قطعتين أصغر من الكبرى، ثم حمل إحداهما بفمه وتسلل خلف حجر ووضعها، ثم ألقى عليها ببعض من الأعشاب والأغصان يغطيها !! ثم قام بقسم القطعة الثانية المتبقية له الى قسمين آخرين ، وحملهما بفمه !! بعد أن لاحظ ان هناك طائران اثنان خلفه !! يحاولون مغازلته علهما يفوزان ببعض من الغنيمة التي يملك!!



ما زلت أرقبهم بدقه..لحظات وحلق الطائر عاليا..حتى وصل الى عشه أعلى شجرة السرو التي تشمخ أمامي، وضع القطعتين في عشه، شعرت أن الموقف انتهى !! لكن يبدو أنني كنت مخطئة !! هنيهات ،وعاد ذلك الطائر مع ما أعتقد أنه ابنه الصغير، وجعله يقف أمام كومة الأغصان التي خبأ بها عدته وطعامه لهذا اليوم.. وجعل الصغير يكشف الغنيمة ! ثوان وأخرجها ووضعها في فمه وحلق !!!

علمه ببساطة...كيف يفكر في التالي ؟؟ سبحان من يرزق البغاث ..تروح خماصا،وتعود بطانا !!!!!
لم يكن ذلك بسذاجة،أو غير تقدير حكيم، أو من غير كد أو تعب !! أحسست بقشعريرة نفضت جسدي بأكمله!! أبى ذلك الطير مهيض الجناحين الا أن يكتسب خبرة، ويحسب حساب التالي !! هذا ما علمه عليه والده، فلا سبيل للعيش إن لم تتعلم !!!!!!



30 يوما في تونس ، 18 يوم في أرض الكنانة ، واليوم هو 12 في ليبيا،
فهل من معتبر !!! يبدو ان التناقض الظاهري هو ما تتفس عليه الشعوب ،توهان مرحلة "التالي" بين ضباب الحاضر، لا مستقبل تراه ،إلا من نافذه واحدة،هي نافذة التاريخ !! تجعلك تسير على هدى ..على ثقة..ولكن ببعض الصمت، حتى لا تبهت لحظة الحسم !! لحظة التالي !!



منذ فترة طويلة،لم أتنفس نشوة أن تكون عربيا !! نشوة افتقدناها منذ سنوااااااات وعقود مضت !! ذلك أننا لم نرى "التالي " من نافذة التاريخ العتيقة، اممنا تنتفض من جديد..

إن الإجابة الوحيدة عن "التالي" ،هي ان تعرف الارضية التي تقف عليها اليومن وتنظر بعين ثاقبة ،((أين كنت اصلاَ ؟؟ )) ستصل مباشرة الى التالي !! ووالله ان ساعة الترقب هي جزء من الحدث نفسه، بل ولربما تكون اروع منه !! ما فتئت أجول بصفحات التاريخ هنا وهنا ، حتى بعمق الصوت أنادي سطوره، عودي..وعوِّديني إلى نفسي ...

 كثيرا ما كرروا علي نفس السؤال ..متى؟؟؟ لا تسأل يا صديقي عن "المتى؟ " واجعل حسن التركيز على "ما بعد المتى ؟ " فخيوط الأحداث تستجلب المتى بسهولة!! يوما او بعض يوم، لكن ما بعد المتى !! هل يكون لك دور، هل تلحق بالركب إن لم تكن من أصحابه؟؟

إن الحرية تأتي لمن يتهيأ لها فقط ، سأسجلها اليوم.. ولو بقيت أنتظرها عاما كاملا، فسأفتح الأوراق حينها تارة أخرى،فإما أن تأتي..وإما أن يعود ذلك العام !!

سلام عليكم أهل كرامتنا وألف سلام .. ولعلها قبل ذلك العام ...


غدا في القدس نلتقي ^^
صفاء الزغول
1-3-2011

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "