السبت، 4 ديسمبر 2010

حنين رمادي


وللحنين في قلبي شتاءٌ مدلل، رواية تثلج الصدر قبل إنتهاءها، وعدٌ معلق، زفافٌ ممطر، ندىً صباحي، هذا الحنين موجع، تتفقد نفسك فيه، تتذكر لحظاتك، فتسقيك الذكريات وتكبر شجرة حبك، وتمتهن حنينك لوطنك، تلقي وجهك في زاوية ما، تجد أنك محاصر، مقيد، فالحنين قصيدة معلقة، أطرافها مشدودة بزوايا الورقة. 

الحنين موسيقى خجولة، ألحانها قريبة من أمل يتوق ليتنفس حقيقة كلماتها غامضة، حيز الحروف ضيق للتوسع في التعبير، حنينك لوطنك أقسى لجوء نفسي تشعر به كمغترب عن حدود التقدير والكرامة.

تخلو مع نفسك في كل مرةٍ تتواعد فيها مع شخصٍ ما، يريد أن يسمعك، يشحنك دون أن يشعر، فلعل كلمةً منه تنقذك من زحام المشاعر والأفكار فيك، تبتسم له، ويلحّ هو بإجبارك لتتحدث عنك، عنك أنت، فتسأله، هل للحنين كلام؟ هل للحمى علاج؟ هل لضجة الشوق أي دواء؟ تلمع عينيه، ويتأمل المسافة التي بينه وبينك، ويتفكّر في غرابة الإنقلاب الذي حدث للتو، كان هدفه سماعي، وبعد أسئلتي صار يبحث عن دواء ليعالج نفسه به من أنين الذاكرة الذي نبشته له للتو... وتُهنا في عدّ النجوم.

تحلم وتملأ رئتيها بهواء خالٍ من الفتنة، نقي، افتراضي، هواء معطر برائحة شروق، أمل مغترب لمستقبل دون ضمانات مسبقة، لكنها تحمل سلة أحلام، و سائل أزرق تشربه عند الصدمات والنكسات، جسدها ناضج، جاهزة للزواج من رجل يقدّرر فيها أنوثتها المتفجرة، يحترم عقلها، يشاركها صوتها، أحلامها، و حنين وطنها.. هذه قصة داليا، مدمنةُ حنينٍ لتحقيق الممكن في خيالها، لديها ذكريات جميلة تحن لها من خلال نسج التفاصيل الدقيقة السابقة، وأحياناً تغازل اللغة لتلد قصيدةً تُثمر قلوباً ناضجة، بطعم الوطن.



الحنين حقٌ نتيجته الوجع، وهو غير صحي للعاطفيين!


                                                                                          بقلم عبد العزيز دلول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "