الجمعة، 26 نوفمبر 2010

من بعد الفجر


أطالع قصتها في الصباح وفي المساء..
وأرنو في كل يوم عن يوم ..نحو دروب تيمم أرض الإباء..

أرقب عودتي اليها في كل يوم..ويحي المولى الودود دوما رجائي!!

ثم ألمح في ثنايا الدهر جيلا..يشد العزم نحوها باشتياق..
حتى اضررت أن ألقي بجسدي على ذلك الفراش الحنون..
أنظر نحو صورتها..قبل ان تفارقني فأرحل بصمت عن حبها..
لكن من قال ...أن العاشق ينام؟؟


ففي النوم يحلو الحلم باللقاء !!
استيقظت على آذان الفجر..الذي يصدح كل يوم..
ويطرد ليلا سرمديا طويلا ..أمام الخلائق أجمعين !!
فأستحي ..بل وأذوب خجلا..
كيف لا أثق أن الجبار قادر على أن يجلو ليالي أمة بدعوة خالصة !!



أتممت الصلوات ..وذرفت  العبرات كالعادة شوقا لها ..
دقائق معدودة..اخترتها من بعد الفجر حتى أرتاح قليلا ..
قبل أن أنطلق الى يومي المليء بالكد والتعب...

وكم كانت تلك اللحظات غالية!!
فبلاد لها في القلوب مكان ..مقدس ومعطر بالثناء ..
لإن المل قد حباها قدرا..وبارك الجليل ذكرها في السماء..

أتتني من بعد الفجر..
وجدت نفسي بين حنانيها..أطوف وأجول..
لم أكن أصدق أنني ألمس تربتها...وأستنشق نسماتها!!!
فكان البكاء سمة في ذلك المنام !!!



كان هناك الكثيرين ممن حاولوا بيأس أن يثنوا فؤادي عن المسير نحوها!!

((هي لك الداء ....أما آن يوما أن تهنأي برغد من العيش؟؟!! ))
هي لي الداء؟؟؟ 
ما دروا .... والله ما دروا !!

أنها لنفسي الطب والدواء !!


هجرت سمعي وبصري عن النظر الى سواها..
وشددت رحلى وانطلقت ...
أبغي صحبة الخير معي ..وقد رافقتني ..
من ذلك الماء شربت..

سبيل علاء الدين البصيري في القدس


بل كان ماؤه روحا جديدة ..وعمرا الي عمري يضاف..
وكأني من بين تلك القطرات ملكت زماني !!

وفي كل ثانية أرفع بهامتي فأرى أحد المعالم ..


مأذنة الغوانمة

فأمسك سريعا  بآلتي المتواضعة..أخذت لها صورا..كما لم فعل في حياتي كلها..
اريد ان أضعها كلها في جعبتي !!


ولكن هل لمثل بقاع تحملها وتحميها الأرواح قبل الأجساد..
 أن تجمعها  آلة تصوير ؟!
لا ورب الكعبة !!

ألقيت السلام على أهلها واحدا واحدا..
وفي كل مرة يهدون إليّ أطيافا شعرت بأنها تلقيني بين نسماتها يمنة ويسرا..

ها قد وصلت ..دخلت من أحد أجمل أبوابه ...
باب القطانين ..

سبيل قايتباي الذي يقابل باب القطانين مباشرة

وهالني والله ما رأيت !!
أحاول استجلاب العزم الكافي الذي يعطيني القدرة على الثبات واقفة !!
والله ما استطعت ........!!

ارتميت على تلك العتبات ...ساجدة !!
وتركت إمضائي عليها ...

ليس إمضاء غريب... ولكنه إمضاء وفاء!!
نعم ..فهي تعرفني...
تعرف تلك العيون ..فلطالما بعتث إليها برسائل الثقة والعشق!!


نعم ..
إليها أعود مهما طال بعدي ..
أو مهما دار في خفية الليل ضدي...

بلحظة...افتح عيني ..
أبحث عنها...
يداي مبتلتان !!!
قمت مفزوعة من نومي..
لم يخطر ببالي لحظة أنه مجرد منام!!

أمسكت بآلة التصوير..أبحث عن الصور التي فيها ..
لم أجد شيئا!!

أمسكت بهاتفي ...أبحث عن الرسالة التي بعثت بها الى صديقتي في القدس أخبرها أنني في طريقي للمسجد الاقصى
!!!!!!

ما وجدت شيئا ....

سكبت العبرات أنهارا وأنهارا !!!
لكن سريعا استجمعت قواي ...
وأنزلت شكواي برب عظيم القدر لا يبارى ..
ومن باراه حتما سيؤول إلى فناء !!



هناك في رحاب القدس سأقضي ..وأنعم بالرضا والهناء ..
إن أيقظتني صرخة شوق لمسجدها..
سألبي النداء ..

يوما أو بعض يوم ...
أيا نفحة الجنات من تلك الربى ...
كم ذا يطول تلهفي وهيامي ...
بيني وبينك بحر شوق يرتمي ..
من عين مهجور ..وحجر عدو فاهي ..



هم أيقظوه وكان مشغولاً بحبكِ هائما قلباً وفكرا..
قالوا له دع قيدها..دع سجن عينيها وغادر ما دروا
ما دروا من أنه قد كان..
في عينيك حرا
!!!!!!!!!!




*** لم أرى في منامي اثرا ليهودي ..
فوقع في قلبي أنه يوم التحرير ..ووالله إني لارقبه ..


منا ألف سلام ..
محبتك المخلصة دوما...

♥♥♥♥♥♥♥♥♥

صفاء الزغول 
26/11/2010

هناك تعليقان (2):

  1. إن لشروق الشمس بهاء وجلالا لا يذكرنا إلا بالحبيبة التي طال بعدنا عنها
    فأراها ترتسم هناك على قبتها الذهبية وتذوب حبا وعشقا
    واسمع زقزقت عصافيرها تعلن نصرا وتحريرا لا بد منه في فضاء الحق البعيد
    وأشم نسمات هوائها العليل في فجر جديد فتبث في قلبي في كل صباح أمل جديد

    بوركت يمناك.... وهنيأ للقلم الذي ذاب حبا لها

    ردحذف
  2. رائعة رااائعة ..
    وعشت الموقف معك .. وعشت الحلم ..
    ولكن استيقظت عندما ارتميت ساجدة أمام الأقصى ...!

    هل سيصبح حقيقة ... يارب يارب..

    صفاء .. كلماتك محمسة وأشعلت بداخلي شوق لا ينام ..
    وهل المشتاق ينام..

    بارك الله فيكِ عزيزتي الغالية

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "