الجمعة، 31 ديسمبر 2010

حكايا همة 2


عام ونصف العام مضى على بداية ارتباطي الوثيق بالقدس،وأكاد أجزم أن له بين السنين الطويلة التي قضيتها من عمري الكثير،ولكن هذا العام كان تفجر الأنهار وتدفقها نحو تلك الأراضي ..

منذ فترة ليست ببعيده ،دار حديث في منزلنا عن أننا عائلة من أصل أندلسي  ومن غرناطة بالتحديد .. كانت فرحتي لا توصف بمعرفة هذا الخبر،ولكن كان لا بد من التحقق والتأكد ،وعمدت والدتي للتحقيق في هذا الموضوع ،وأكدته لي بعد فترة من الزمان ، نشوتي بمعرفة الخبر كانت غامرة ،وكانت ألم على ألمي بعشقي للقدس يضاف..

فمع كل يوم أتعلم فيه الجديد عن القدس ، أجد نارا تلتهب في جوانبي الشتى على حالها اليوم ، فكيف أعلم أن بعضا مني ،بل كلي هناك من الأندلس !! وأنت تعلم ما حل بها ...

بدأت أتصفح عن تلكم البقاع ،و آه ما حل بالفؤاد..

بلاد يممت الكبرياء والعزة والفخر على مر السنين ..لها في سطور التاريخ نصيب الأسد ، حكاية فتح تلك البلاد تجعل صاحب البلاغة أبكما ورب الكعبة !! وفي طور البحث عثرت على من هي تتنفس تاريخ الأندلس وعشقها ..لا تسكن حيث تحيا ..ولا تحيا حيث تسكن !!


جعلت لها في وسط الحمراء عرشا لها ، بصدق الحب والفهم والدراسة والرواية ..وأخذت على نفسها حكاية الحكاية ...

هي منى .. " منى حوى " صفدية الأصل أندلسية الهوى ، أو " أم الأندلس " كما تعرف بنفسها دوما .. شابة في الربيع الثاني بعد العشرين من عمرها،  في طور تحضير رسالة الماجستير في دراسة العلوم السياسية في السودان ، الأهم من ذلك أنها صاحبة صفحة الأندلس على الموقع الاجتماعي فيس بوك  ،إن أنت فتحت تلك الصفحة وتلك الكلمات ، عرفت عمن أتحدث ، ولخصت علي سبل التعريف بهذه الصديقة..

كان هذا الموقع هو طريقة التعارف الأولى على هذه الشابة ،وانتقلت العلاقة تدريجيا على أرض الواقع ، وصاحبتها في رحلة لم أجد لليوم مثيلا لها على أرض الأردن ، نحو قلعة الكرك وقلعة الشوبك ، تلك الأراضي المقدسة في الأردن ، وتلك البقاع التي ورثت أمجاد أجيال ..

أراها تقف على سفوح تلك الجبال تنظر بعمق ، وعلى قمة القلعة تنظر ،وتحدق النظر ، تسمع صهيل الخيول المسلمة التي مرت على تلك البقاع ،كلما نظرت إليها شعرت أنها تجلب لي نفحات غرناطة والحمرا وقرطبة ، وشتى بقاع الأندلس ..




نذرت نفسها لتكون أندلسا يمشي على الأرض ، والكل يعرف حكايتها ، وأجزم أن الأندلس تروي قصتها وتعرف من تكون ..عاشت معاناة الغربة عن موطنها..فنذرت أن لا تكون فلسطين ...أندلسا أخرى !! 
منى ..همة نحو الأندلس نذرت نفسها .. واليوم أبتسم وأنا أتعلم على يديها ،في نفس الوقت التي أراها تجلس على طاولة نقاش جلسات المستوى الثاني لدراسة العلوم المقدسية .. 
وأسعد أنني أرافقك

كطيفان لنور واحد ..بين الأندلس والقدس ...
:)



ياقلب مالك كلما ذكرت دماؤك تنحبس..

يسري شرود العين نحو النور يستجدي القبس ,

أتراك تسري للحبيبة خلف اسوار الهوى..

أم تبتغي لم الأحبه كلهم برحاب ساح الأندلس !



هناك 4 تعليقات:

  1. لن تكون القدس اندلسا أخرى فالتاريخ قد يعيد نفسه لكن بغباء ...تقبلي مروري

    ردحذف
  2. أكرمكم المولى أخي ولن تكون أندلسا أخرى بهمتكم

    ردحذف
  3. صفاء مابعرف ، رح ابكي حرام عليك ، مش هيك ، اللهم إغفري ما لاتعلمون ، ، حبيبتي ، دعيني ابدأ من حيث أنتهيت ، نحن فعلا كطيفان لنور واحد ..بين الأندلس والقدس .. ، ووالله لا ارى في الأندلس إلا فلسطين والقدس لهذا احببتها ، فالسلب واحد والدفع ...واحد والقضية واحدة ، وانتي تحديداً من ارى في عيناك القدس وربوعها ومع صغير سنك إلا انك تنافسين الكبار بالهمم والبحث والتحري حول الأرض المباركة ،والله في كل ملامحك المقدسية وهممك الراقية تخجلين الكثر وتكونين حجة على شوارب فُتّلت وما عرفت ماتصنع برجولة مزيفة أمام عظم علو قامتك لذا فانه صحبتك كنز لا غنى عنه ، شكرا الك صفاء شكرا بحجم الكون أو أكثر

    ردحذف
  4. بارك الله بكم وبهممكم
    باذن الله ستعود القدس الى اهلها كما الاندلس
    ولن تكون هنالك المزيد من النكبات والنكسات
    بل فتوحات وانتصارات .

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "