الاثنين، 31 يناير 2011

بنفس الخط !


سر عجيب ذلك الذي جعل قلمي يصمت حتى اللحظة عما يحدث !! مع أن بريق الأحداث قادر على أن يستفز ألف قلم ..

تزاور الاحداث وازدحامها في عالمنا العربي ،جعل آلام الميلاد القادم تأن كما لم تكن من قبل ،على ترنيمة خاصة ،وسينفونية فريدة ،لم يشهدها تاريخ قبل هذا العصر ،وسبحان من جعل في انقضاءات التاريخ استعارة واستعادة للأحداث ،ولكن ببصمات مختلفة..

حكمة الأسبوع الماضي فتحت أمامي افاق وتطلعات جديدة ، ففي السابق كنت أجوب صفحات التاريخ ،فأوقن أن الآتي سيكون لنا ..ولكن بقي السؤال يدور في مخيلتي كثير ..كيف؟؟ ومن الذي سيكون في المقدمة ؟؟ فأعلنتها تونس مدوية ،وصدى الصرخات لا يكاد يفارق عربي عروبي ..وها هي أم التاريخ ترد على محبوبتها النداء..فتعلن مخاضا جديدا ..وترى في هويتك التائة منذ سنين ،تولد في ألف وطن !!



شباب وريشة إرادة ،تقف رغما عن أنف أيدِ واصوات كانت تتعالى ،وتراهن على الفشل !!
شباب وموسيقى الثقة .. تضرب على أوتار شدة الظرف وصعوبته !!
شباب وتردداتِ وأمواج ،ماجت بمن ظن أن روحا قد ماتت في جسد !!
شباب ورصاصات حب ،وقنابل مفاجأة ، ورشاشات كلمة ..ثورتنا بطعم خاص ..

كان للثورة ابتسامات غريب الدار والوطن بيننا ..تطوف حوالينا وعلينا ..ونحن نطوف حواليها لا بها !! حتى مال عليها وقال :(( أنت والله ابني وأخي وأبي وأمي ...أي والله يا صاح ..لست الا لك !! ))
أجيبها بسرعة :(( ووالله الذي لا اله الا هو ..أنا ايضا !! ))
قالت : ((أشتهي أن أركب موج أنفاسك وهممك منذ سنين !! ))
قلت : (( وأنا والله !! ))

فقالت مردفة : (( فما يمنعك ..؟؟ تالله ان لي لحرفة في ركوب أمواج الشعوب !! ))
بابتسامة عريضة .. (( كان لا بد أن أتنفس الحقيقة .. لأنفث مدّ الثورة !! ))



إننا والله قد مللنا حياة ..يا ويلنا من طول حياة لم تعد في آلامها وأوجاعها إلا طول مدة الذبح للمذبوح !! أحببنا الثورة جهْد الهوى منا ..ولكن كان لا بد من "صدّقه العمل !! "

إن كل حي على هذه البسيطة ،إنما هو شيء للحياة أعطيها على شرطها هي ..لا على شرط ذاته ، فسعادة المرء أن يعلم ذلك ويقرره يقينا في نفسه،كما يستيقن أن المطر أول فصل الربيع الأخضر !! ، فإن فعل ذلك وايقن واطمأن جاءته الحياة راكعة خاضعة له، وجرى مع تراكيبها مجرىَ واحد ، فتختصر عليه عبء مقاساة الطريق في غير فائدة !!

هذا ما ايقنه أهل تونس .. ومن بعده أهل مصر ، وممن رأيت وسمعت من الشباب في الاسبوع الماضي ..
فعلى نفس الخط الذي نفخ فيه أهل تونس ومصر في صور العزة واستجلاب الكرامة ،رأيت الشباب يتنفسون حلما منتظرا ،ينبض إعجازا لم أعهد لذلك النّفس مثيلا ..

لعمري اني رايت قوة الشباب في شبابهم تضاهي حكمة الشبوخ في الشيوخ !! فما نفع الحكمة إذا لم تكن إلا رأياً له ما يمضي عليه لا أكثر ، كرأي الشيخ يرى في عقله الصواب حين يكون جسمه هو الخطأ مركبا في ضعفه !!
لكم تمنيت ألا يخفت صوت الشيوخ في هذه الفترة !! التي تعالت فيها أصوات الكثيرين ، وكم سعدت بالشباب يتجاوزون الرموز والشخصيات المثالية ،ويقررون افراغ الساحة ..فقد حان دورهم هم !!



في مصر ..وفي تونس ..واليوم في شابات لأجل القدس ،تتنسم من تلك الربى نفحات ونفحات ، كيف تجوب بقاع الهمم من على كرسيك الصغير ،يأتيك "وردتنا القدس " ويكسر قواعد الجيل الماضي .. وتلك إذ تقول لي :"سبحان من جعل للرسالة ألف رسول " .. ونداء من أعماق الأفكار ينطلق !!يوم بعد يوم أفخر بهم ،وبانجازاتهم !!
هم يكبرون الكثيرين فعلا لا قولا !!

ألا ليت منابرنا لا يخطب عليها الا رجال فيهم ارواح مدافع كما ترى في الشباب ، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب كالأطفال !!

لا عليّ بهم ..فقد قال الثوار كلمتهم !!

 " إن الحق ليشتاق أن يرى بعض الجبابر ساجدينا !! "
ثورة لفكرة ،وأخرى لفكرة ..عدة جيل يحترف التغيير !!






تحياتي
^^
صفاء الزغول
31-1-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "