الأربعاء، 19 يناير 2011

وعند اكتمال البدر



ازدحام رسائل من نوع جميل في تلك الساعات ،قررت فجأة أن أقطع ذلك السيل العارم من الهوى المتدفق الذي يلفح الفؤاد ،بل ويضفي عليه من غبار الأيام كلمات وألحان ..لكم عشت بظلالها !!!

بعض من الاشتياق..كثير من الرسائل الملهمة ..صمت جوانح يلفني ..وبين حروف الرافعي التي تمضي بي معنىً على إثر معنىً آخر !! قررت أن أنام فجأة ، هنيهات قليلة وخلعت إزار الكسل ..وقمت أستل قلمي وأكتب في الليلة التي يكتمل بها نور البدر ،ويضفي على النوافذ من بريقه ألف معنى !!

هو عالي الهمة والجمال ،لا يأبه إلا بسموه،رغم أن فيه بوح أسرار العاشقين والحزانى ..وحبي أنا ..وقفت على تلكم النوافذ ،وبريق من الكلمات والرسائل التي يبعثها إلي،جعلتني أقف أمامه وقوف الفلاسفة حين التأمل !!


قد يغيب الكون بكل ما فيه في برهة من الزمان،أمام السكران والمخبول والنائم ،لكن هناك حالة تتلاشى فيه الحقائق من الزمان إلا من حقيقة واحدة ، هي الحب !!


وللحب في سطوري وحروفي المبعثرة سيل من المعاني والسلوكيات والمصطلحات ،ففي طياته أخرج للعالم بنظرة تجد أن سر جمال الكل في الكل ..والجميع في الجميع !!

لا بد أن تعيش معنىً للتعاسة لتنتشي بمعنى السعادة ،ولا بد أن تحيا رعونة الشباب لتسترسل عندك حكمة الشيوخ !!
لا بد أن ترى الظلم حياً لتدرك جمال أن تقضي عليه... أي نعم سر جمال الكل في الكل !!




بالحب تدرك أن حياتنا هي مقدار الايمان في قلبك ،فإذا آمنت حقا وصدقا ،لم تعد حياتك بمقدار نفسك وحسب،وإنما بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن !!



وإن سرّحت الطرف يا صديقي في هذا البدر،تشعر ويكأن البنايات تتلاشى من أمامك،وأصوات السيارات المتحركة تخفت بقوة ،ويلفك شعور أنك على ظهر سحابة !! لا على الأرض ..والهواء هناك ليس كمثله شيء!!

لا يزال يهمس هذا البدر في أذني ..أن في المعاني اسرار تعجز المصطلحات عن ضمها ..

فالألم مثلا..هو فهم الألم لا غير ..
وعدم فهم تراكيب الحياة هو سر الالتذاذ بالعيش فيها ..
السعادة تكمل في طفولة القلب ..والسرور هو إحياء معاني الطبيعة فيه !! وتبقى المعاني عزيزة عن الجمع في أسوار الألفاظ !!






ريم المقدسية ..ترافقها ريم الهلالية ..وبسلام من آلاء النهضوية ..إلى دعاء الشاعرة ..وإلهامات الدلول..وأماسي الغالية ، على نغمات صوت دعاء ..وصورة الرهام... والقدس مستقر القلب من قبل ومن بعد ..كل هؤلاء على بساط رافعي.. كانوا هم البدر في أسمى معاني تلك الليلة ... ^_^


صفاء الزغول
19-1-2011

هناك تعليقان (2):

  1. من يملك رُقياً في الفكر يخرج كلامه بأعلى درجات الفلسفة وببساطة سلسة ، إني أتذوقها جيداً هُنا :)

    بالحب تدرك أن حياتنا هي مقدار الايمان في قلبك ،فإذا آمنت حقا وصدقا ،لم تعد حياتك بمقدار نفسك وحسب،وإنما بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن !!
    أعجبني جداً هذا المقطع ، وكل النص


    أجمل هدية إثر لقاء لم يكتمل .. كل الحب لكِ في داخلي ينمو :)

    دُعاء أبوعودة

    ردحذف
  2. ربي يرضى عنك يا دعاء ..

    الالهام ليس بالشيء السهل ..إنما هو اجتماع لعناصر الطبيعة مع أيدي البشر الخفية ..هؤلاء البشر ليسوا كالعادة ..إنما في صورهم ألف وحي مسترسل للخليقة ..

    لقاء سنعزف تراتيلة سويا ما تخافي
    :)

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "