الخميس، 27 يناير 2011

حكايا همة 3



عجيب أمر الاشياء ..ففي الشيء أشياء..تجعل من اللاشيء شيئا !!
وإن أنت صدقت الشيء معناه ..أعطاك فوق ما تريد وتبغي !!



في فترة من الفترات قررت أن أضيف شخصيات متعددة لا أعرفها على حسابي في شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" كان الهدف أن أنطلق خارج الاطار ،وأستفيد من عالم كبير حصر أمام شاشة جهازي الكمبيوتر الصغير ..


لا أدري من الذي قام بدعوة صداقة للآخر ..أنا أم هي ،حقيقة لا أذكر !! ما أذكره ولست أنساه ، أنها كانت تستفزني بتعليقاتها على ما أقوم بوضعه ..كانت أسئلتها عجيبة ..لست أدري من هي ، وما الذي خلفها ,حتى خضت معها نقاشا رائعة فيما يتعلق بقضية القدس ،وعلمت انها إنسانة فذة !!

ليس بالكثير من الوقت مضى عن هذا النقاش ،ذهبت الى مقري ومستودع فؤادي ،"ملتقى القدس الثقافي " فقد جائني الخبر ،أن 13 نسمة من القدس ستحل بديارنا ،فانطلقت أريد أن أتعرض لنفحات من تلك الربى ،علني أفوز بقرب وود !!
وفعلا ..دخلت بخطوات خفيفة ،خشية مقاطعة المحاضرة ،التي كان يقدمها الدكتور عبد الله معروف_دكتوراه في دراسات بيت المقدس _دخلت الى الغرفة ، وجلست امام جهاز الكمبيوتر ،فوجدت أحدهم كان قد ترك حسابه على الفيس بوك مفتوحا !! فاستفزني لأعرف من هو ،أو هي ....
وإذ بها ... (( آلاء سامي )) ..بنظرة غريبة عجيبة .. آلاء سامي في ديارنا ؟؟ وفي الملتقى ؟؟ للوهلة الاولى خطر ببالي انها مهتمة في أمور القدس ، فقلت من الجميل أن أتعرف عليها ،بل وأعرفها على نفسي ...



ما إن جاء وقت الاستراحة حتى خرجت الى الشابات ، وكانت نفحات من تلك الربى ،طال تلهفي لها ..تلفحني ... شعور جميل أن نتحدث مع أهل الصبر،وأهل البركة ، أهل الهمة ،والعزم ،والثقة !!


كانت لحظات مرت سريعا ،فعدت مجددا الى المكتب ، لحظات وإذ بإحداهن تدخل كهفنا المتواضع ، وتسأل صديقتي فاطمة : "وين صفاء من هدول اللي بالصورة ؟؟ ".. فأشارت إلي فاطمة على الصورة التي أمامها ..ثم تنبهت سريعا فقلت : "انا صفاء .. مين إنتي ؟؟ "

كانت ردة الفعل عجيبة من نوعها ... " إنتي ؟؟؟ " .... "أي والله أنا ,,, !! ".. وبصوت تملؤه الهمة والفرحة .. : "أنا آلاء سامي ..من القدس !! "

تالله إن حروفي لتتساقط عندما أفكر أن أصف تلك اللحظة !! فكانت معاني الانبساط تلفني من كل ناح ، وقمت وسلمت عليها بحرارة .وتبادلنا أطراف الحديث .. وما أجمل نسمات الهواء التي تحمل نبرات أهل القدس ..وعبق الارض المقدسة !!


عادت آلاء لتستكمل المحاضرة عن المسجد الاقصى وعلومه .. حتى انتهت ..لم تطاوعني قدامي أن أغادر ..ربما لإن شيئا عجيبا سيغير حياتي ..ينتظرني !!



انتهت ، وأسرعت إليها أكمل حديثي معها ، فوجدت بعض العبرات كانت قد سُطِرت على وجنتيها وهي تقول : " لازم نعمل اشي ... والله طلعنا ما بنعرف شي عن القدس ،وبتعرفوا عنها أكثر منا!! " ثوان معدودة وانتقلت الي عبراتها ، بنفس الحرارة ..
واتفقنا على مشروع نهضوي يتعلق بالقدس ..وكانت "النهضة " تلف حديثها كاملا !!





لم يبق كلام يقال ..ولا حروف تسطر !! فعانقتها !! عناقا أعاد الروح الى الجسد ..لا أقول روحي التي تجعلني أشعر بالارض ومكنوناتها .. بل روحي التي أستجلبها من عشقي للقدس ..كانت تلك الضمة زادا كبيرا ..لم تسعه أرض ولا سماء ولا فكر !!






ما زلت أشعر بدفئه !! لا تزال كلماتها ترن في أذني.. لا زلت أرسم صورتها في كل لحظة !!

غادرت آلاء ..وقد قدر المولى أن يكون اللقاء الأول ..والأخير لي معها ..فقد أمسكها المرض في تلك الليلة ،وعانت من التعب كثيرا ..فاضطرت للرجوع الى القدس ،في اليوم التالي مباشرة!! وحق لها ذلك !! ما استطاعت أن تتنفس خارج تلك المدينة !!

 ويكأن القدر شاء أن يكون يوما واحدا في ربانا !! لنبقى نتوق الى المحل في تلكم الربى ،ويصدق اللقاء بصدق الإعداد له !!


ربما كانت نهاية اللقاء هو ذاته بداية المعرفة .. فبعد ذلك اكتشفت "آلاء النهضوية .. المدربة ..القيادية ..الملهمة .." اكتشفت ان الرحمن جل في علاه يسر أمر هذا اللقاء لأتعلم ،وأغذي نفسي من شح من أمسكت عنها ..

في كل يوم أتعلم من همتها شيئا جديدا... فقد لا أستغرب على ذاتي همتها ..ولا أشعر بأنها شيء مميز ..فالهمة تكمن في تحدي المحنة !! وأي محنة تلك التي أجرؤ على مقارنتها ،مع ما تقاسيه آلاء !!

في بلاد فيها من معاني البركة الكثير،ولربما هذا ما أضفى على استفادتي منها العمق الكثير ..
النهضة لها مشروع متكامل ..والتخطيط لها فن ،وبث الالهام لدى الناس حرفتها !!
مدربة فذة ،وأنا أستفيد منها دوما ،ومما تمنحني إياه في مدونتها العجيبة " بريق شمس " ولها من اسمها كل النصيب ..



من الصعب أن أجد كلمات أعبر فيها عن همة كآلاء سامي ..
فصوتها وهمتها كالمد تبثق منه اشراقات النصر المبين ..وإن أردت بأبسط الاوصاف التعريف بها ..كانت الشمس في أقوى أشعة لها ..






كل التحية صديقتي ..وأفخر بها
ولعل لقاء آخر ينتظرنا ..لنكمل المسير سويا ..
محبتك ..

صفاء الزغول
27-1-2011



هناك 3 تعليقات:

  1. رائعتي صفاء تكتب عن رائعتي الاء ..

    صفاء ~ تشتاق روحي لالاء كما تشتاق روحي للمة تجمعنا جميعاً .. ولن أرضى أن تكون إلا في الأقصى ..~


    رائع جداً جداً جداً

    ردحذف
  2. الله يرضى عنك هبوشتي..وربنا يجعل لقاءنا قريب .

    وفي قلب الأقصى يا رب ..وربنا الرحمن المستعان على اللي فرقونا ..

    ردحذف
  3. صفاااااااااااااااء
    ....................
    يعني بس قلتي مفاجأة قلت اشي رائع ... بس ما تخيلت هيك
    والله مش عارفة شو بدي أحكي ...
    أدمعتي العينين ... وجعلتي قلبي يطرق كما كان يطرق في ذلك اليوم
    ...والله المقدسي هو ليس بالشخص الذي يولد في القدس ولكن المقدسي من له قلب ككقلبك

    كم تحبك القدس ...

    أشكرك على كل كلمة ... اشكرك على كل تشجيع
    أشكرك على كل ذلك الشرف الذي منحتيني اياه وأنا لا أستحق ربعه !

    كم أحبك وكم أفتخر بك وكم أشكر الله الذي جمعني بك يا رائعة

    اللهم أظلني مع هذه الفتاة بظلك يوم لا ظل إلا ظلك
    <3<3

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "