الخميس، 6 يناير 2011

هي من سأكون !


/" نعم.. صفاء ..هي من سأكون !! "

قالتها برجة خفيفة في صوتها ..ثم غابت في ذلك الممر الطويل ..غابت وغاب ظلالها عن تلكم الأماكن ..


غابت ..حيث تصبح السماء في متناول الأيدي ..حملها الى هناك جناح حمامة بيضاء ..هناك ، حيث طفولة القلب ،لا أقول هي تحلم بأنها تحلم ،فهناك ..كل شيء واقعي ،كانت تعلم أنها ستلقي بنفسها جانبا ..ثم تطير حيث ستكون ما ستؤول إليه !


سأكون يوما ما أصبو اليه ..في الفلك الأخير..أو عند ذلك البحر المعلق فوق سقف غمامة بيضاء، واللاشيء هناك أشياء، حيث أكون ولا أكون ،أو حينما أكون وحيدة في هذه البسيطة الخضراء ، أتيت إلى تلك البقاع في غير ميعادي ..وعجبت أن لا ملاك أتاني ..وألقى تحيته عليه ثم يسألني:
" ما الذي جاء بك ؟؟ "


وحيدة هناك في تلك البقاع ..لم أجد أحدا ألقي عليه السلام وأسأله ..." أين (أَيْني ) الآن ؟؟ " والعدم هو الجواب ..في اللازمان ..واللاوجود !!

ارتبارك المعاني والسطور أشق ما يمر على الكاتب ..ولكني ..

أعرف هذه الفلسفات جيدا..أعرف أنني ما زلت حيا في مكان ما وأعرف ما أريد أيضا..ويوما سأصير ما أريد !!

بعيداً عن مراكب التيه ..

سأصير يوما فكرة..لا تحملني حروف أو صورة أو حتى كتاب الى الأرض اليباب .. بل كالمطر يحل في الارض الجدب إن استغاثت يوماً ..

سأصير يوماً طائراً ..وأرف وجودي من العدم ..وكلما تسارعت أجنحتي ..اقتربت من الحقيقة أكثر..من تحت الرماد أنطلق كما طير ابراهيم عليه السلام..

انا الحوار..وأنا التي ستفني الجسد والنفس لتكمل الرحلة الأولى الى المعنى، حتى وإن بعد ..فأنا الاقتراب..وإن غاب فأنا الوجود .. وإن مات فأنا الحياة !!

أنا مزيج الرسالة والرسول ..وأنا العناوين البعيدة والبريد ..
انا الابنة والأم .. وأم أمي إن لم تجد لها أم ..

وأنا المغلوب وساعة الاحتضار ..بل أنا .. دفقة التحرير والانتصار..
أي نعم ..سأصير يوما ما أريد ..

تلك " الصفاء " أحفظ اسمها جيدا .. لم أستطع أن أختلف معها على حرف،فمن اليوم تلك الأحرف صديقتي ، أتدرب معها على النطق الصحيح بلفظ الغرباء ..ثم أكتبه من جديد على صفحات صخور الأرض..
  

أقف أمام تلك الحروف للحظات .. ثم أخاطبها مبتسمة ..



(( أي حروف اسمي .. سوف تكبرين معي حين أكبر..وتحملينني على ظهر الحياة وأحملك ..فالغريب أخ الغريب !!
يا اسمي .... أين نحن الآن من هذا المكان وهذا الزمان ؟؟ ما هو اليوم ؟ وماذا سيأتي مع الغد ؟؟ ما التاريخ وأين المستقبل ؟؟ ما القديم يا اسمي وما الجديد ؟؟ أين الحبيب والرفيق ؟؟ وأين الخل والصديق ؟؟ وما الحياة وما الموت ؟؟ أين العقول والحلول ؟؟ وأين الرضا والهمة ؟؟ بل وأي معنىً لليقين ؟؟

لا تخف يا صاح .. أعلم الجواب
ولا تقلق حينا... فحتماً

سنكون يوما ما نريد !! ))













صفاء الزغول
6/1/2011

هناك 3 تعليقات:

  1. في أول الأمر مرور سريع على هذه الكلمات ..
    كلمات اللون الزهري لفتت إنتباهي ..
    صفاء إنتصار رسالة رسول بريد حياة طائر حوار فكرة!!!

    كلها كلمات لها عمق قوي جداً...

    وفي المرة الثانية .. استوقفني

    ارتبارك المعاني والسطور أشق ما يمر على الكاتب ..ولكني ..

    أعرف هذه الفلسفات جيدا..أعرف أنني ما زلت حيا في مكان ما وأعرف ما أريد أيضا..ويوما سأصير ما أريد !!

    وأعرف ما يدور ببالك حقاً .. فكنت أتحدث عنه صباحاً!
    :)
    سأصير ما أريد .. وستكونين كما تريدين بإذن الله

    حوار وفكرا وبريد ورسالة ثم انتصار ... هي صفاء :)

    ردحذف
  2. رضي الله عنك يا غالية ..

    قد ألخص مسيرة الكثيرين بهذه الكلمات ..
    فتلك "الصفاء " لا تعبر عن صفاء الزغول وحسب..

    أراها في هبة وآلاء ومروة ومنى ودلول وأحمد والكثيرين الكثيرين ممن في أسمائهم ألف معنى ...

    وربنا يعينا أن نصل الى ما نصبو اليه جميعا

    ردحذف
  3. تتجاوز الحروف مسماها لتكون فكرة .. لتكون طائرا ً يحلق بأجنحة تتجاوز المسميات ..

    صفاء حرفك إذا نبض نبضت معه الحيطان والخربشات العميقة التي عليهالتحيلها أحرفا ً في كتاب زمني لا رفوف له ..
    رعاك ِ الله يا صاحبة الطريق ..
    مجد

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "