الاثنين، 24 يناير 2011

همة بالفطرة


وبعد أن انقضت أهازيج الليالي ،في سهرات العطلة ..عمدت الى كهفي الصغير،وبدأت أحدق في يوم طويل ، تأملت الورى وما يفكرون به ،وما يقضون نهارهم لأجله ،وما يتبعون لياليهم لادراكه !!

فانحاز تفكيري الى انقضاءات الوقت وحكمته كالعادة ، وكم كان عدد من يأسرون انقضاءات الأوقات فيما لا همة فيه ولا فائدة !!حتى فائدة الاستجمام والتواصل !!فتراهم يختصرون السعادة في الحديث عن الآخرين وما صعدوا وما نزلوا به واليه !!


لحظات قليله ..فأستعيد معنى أن الخروج من الاطارات ،هو التميز في اسمى معانيه ..أبعد يا صديقي عن ضياع أوقات البشر ..

فكم جميل هو استغلال العقل في زمن تأجيره !! وكم من الابداع بما كان فهم الفن في زمن تزويره .. كم من الاشراق الالتزام بالمعاني الالهية في زمن انكب الناس فيه على الانحطاط !! كم هو احتراف ..أن تكون نجما !! في زمن تكثر فيه الكواكب ..

ها هي همتي تدخل علي دخول الملوك..وأرى خيالها المشبوب يلقي على أرجاء معمورتي لمعان النور وانطفاءاته !! فيشرق كل شيء الا معاني الظلام ..فإنها تندثر سريعا ..



الدنيا مع همتي كالسماء ألبسها الليل ..فملئت باشياء مبعثرة كالنجوم والشهب !! مع همتي ..تجد أن القدرة والارادة بعض من عشاقها !!
مع همتي ... لا تجد مكانا لمزيد.. أو مطمع في مزيد !!

سر عجيب بمعنى الدين يغذيها ..ويطلق صوتها للعالم مداً تنبثق منه الروح،ولو كانت الهمة نورا !! لملأ ما بين الفجر والضحى !!
أنت بهمة يغذيها فهم للدين .. الأقدر على كل شيء !! كل شيء !!

فالدين حرية قيد،لا حرية حرية !! فعندما تسمع صوت السلسلة وقعقعتها التي تلوى وتشد عليك ممن حولك من بشر وظروف ..تستجلب رقيا الهمة ،فتستمع مباشرة الى صوت السلسلة بعينها ، يكسر حديدها ويتحطم !!!!



الهمة التي يغذيها ديننا.. تبعث في نفسك رسائل ، عندما تدق ساعة الاسلام بين الفينة والفينة بهذا الرنين ...... "الله أكبر الله أكبر " كلما دقت !! حركت معك الدنيا وما فيها .. تجعلك تشاء ما تشاء الأقدار !! فيشيء المولى في جلاله أن تشيء ما تشاء !!!

لا تقل لي يا صديقي .. الدنيا متعبه ، وتسمع بعض من الشكاوى ،تجعلك تقف حينما تتزوج الصبر !! وتقف عنده دون أن تحاول قلب الموازين !!

فالدنيا بطبيعتها وتعنتها ..إذا استراح الجميع قالت لصاحب الهمة :إلا أنت !!
وإذا عقل الناس أجمعهم قالت لصاحب الهمة :إلا أنت !!
وإذا استبرأ الناس من جراحاتهم قالت :إلا جرح أمة صاحب الهمة !!



صاحب الهمة فيه من الذكاء ما يجعله يستجلب ما حوله ويطوعه في إرادته وتحت سلطته !!
فمعنى الهمة يجعل كل ما حوله يتكلم ،ويكأن الحياة عنده تفيض وتزدحم في الموضع الذي تحل فيه !! فلا تمر من أمام شيء وتلمسه إلا جعلته يرتعش !! ويلقي لهيبتها السلام !!!

إن ذكرت الهمة ،تجد الزمان مقبلا لا مدبرا !! وتسطر حروفا منتظمة تداعب حروف المقدمة !! وتلقي سلاما لا لقاء بعده على الهوامش !!

أي يا صاح !!


والله سر الفعل في القدرة عليه !! ولا طريقة تستجلب فيه المستحيل ..إلا أن تشرب رقيا الهمة ..فتسترسل معك معاني فعل الضروري ..الى الممكن ..لتجد نفسك في برهة من الزمن وسط المستحيل !!





قم يا صاح .. قم وإن كانت معالم المضمار الأخير قد شارفت على الانتهاء ... قم !!


 ولا تنس أن الخيل إن رأت نهاية المضمار استماتت للوصول أولا !! فلا يكن الخيل أفطن منك !!



قم يا صاح ..وأشعل في همتك غيثا لا لهيبا !! غيث قادر على الموج والفوج كل لحظة !! حتى يركع اللهيب أمام جبروته ..فيكون بعد برهة من الزمان..... رمادا لا أكثر !!



 صفاء الزغول
24-1-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "