السبت، 2 أبريل 2011

نرفع المعايير


لا يزال السؤال يراودني منذ ما يقرب من خمس سنوات،منذ ان قررت تكوين وعي خاص بي ،ورأي يتمرد على نمطية تفكير من حولي ، حيث يجرى استنساخ الأفكار..إما بالإجبار تارة، أو بالإحراج تارة أخرى ،فلا تستطيع الحصول على تفكير جديد ،أو حتى صياغة جديدة للتفكير ذاته، وإنما هو استنساخ محض ..! 

ها هو يحاول الإمساك بقلمه ليكتب ، فيحضر عدته ،من قرطاس وقلم ، وكثير من الكتب والمقالات، ويجلس برباطة جأش أمام مكتبه ، فيفتح الكتاب الأول ، فالمقال الثاني ، ويستشف القليل القليل من الرغبة والفكرة التي أراد أن يكتب بها ،بضع دقائق ،فتجد المقال ينتشر ،وبقوة، وتجد المصفقين لكل منتصر وغالب ،يحوطونه عن يمينه وشماله ، وعيدون التصفيق له .. "أبدعت " ،" وااااااااو ، خطيير !! " ، " ذكاؤك خارق ! ".. الخ ..



قد يصدقون القول حيناً .. فهو مبدع لأنهم نمطيون ، وذكي لأنهم جاهلون.. لا أكثر من ذلك !

كثيرا ما نكتشف أن تميز الكثيرين نابع من الضعف فينا، فتجد ذاك يتألق في إعطاء الدورات والمحاضرات واستلام المناقب،وبعد حين تكتشف أن كل ما كان يقوله مسطّر جاهز في الكتب ،والمقالات، وما كان عمله سوى النقل المحض ، يكرر صياغة المعطى ،ولا يقدّم جديداً ...

وكم زاد ذلك مكتباتنا نسخاً على نسخ !! فإبداع البصمة الذاتية بدى نادراً أو أشد!! وعليه ، لا بد أن نرفع المعايير ،ونغلّي الأسعار ،في الحكم والأخذ والاستجلاب ، فقد كثر الاستنساخ ،في الفترة التي تزدحم فيها معطيات الساحة الفكرية والثقافية .. 

لا أقول ذلك في مجال التأليف وحسب ،وانما في كثير من الساحات ، فترى الناس يطالبون بخلق الوعي ،بينما هم لا يعون أن يستنسخونه لا أكثر !! _أستثني من ذلك من يستخدم التجارب السابقة لخلق الجديد _

رفع المعايير تارة أخرى على المستوى الشخصي ،والانتقال الى الوسط الجماعي في تشكيل الوعي المجتمعي الخلّاق والمبدع يكون بالسؤال قبل فعل أي شيء.. ما الجديد الذي أقدمه ؟؟  حتى نصل لمرحلة ،أنني كلما أقرا هذا المنتج،فهو يضيف لي الجديد بقراءته !!
وهذا ما يلزمنا مع الأزمات الفكرية في الوقت الحاضر ..وما ذلك الا لرفع الكفاءة في التفكير والانتاج ،والانتقال ابداعيا الى مراحل التطور الحضاري المختلفة

وعلى الله قصد السبيل ..

صفاء الزغول
2-4-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "