الجمعة، 19 نوفمبر 2010

كلي انتظار..


نظرتْ نحوي وكأنها لا تعرفني البتّة.... 
توسلتُ إليها بناظريّ عسى أن تتفهمني.... إلا أنها أبت إلا التحديق بتعجب !!!

ماذا بكِ.... سألتها بعصبية

تراجعتْ بخطوات ضعيفة إلى الخلف وكأنها لا تصدق ما ترى...

حاولتُ تدارك الموقف: أتوسل إليكِ تكلمي معي ولو بحرف واحد...

هزّتْ برأسها يمينا ويسارا... ثم أغلقتْ عينيها وركضتْ بعيدا عني........

ومن لحظتها توقفت عندي ساعة الفرح، وبدأت ساعة أحزاني بالعزف على أوتار أوجاعي،
فلم أسمع سوى نبضات قلبي السريعة التي كانت تتناغم مع صوت سقوط المطر..... 
أحسستُ نفسي وحيداً.... بلا ملجأ....  تذكرتُ عينيها.... بريق دموعها ونظراتها الحزينة.... 

ليست هيّنة عليّ... فهي غاليتي... هي ما منحني إياه الوهّاب.... 
ذهبتْ وتركَتْني أصارع زخات المطر.... لم أستطع المسير ....
ولا حتى الالتفات حولي.... ليس لحرجٍ أو ما شابه....

إنما لتصلب جوارحي وأطرافي.... فبفقدها... فقدتُ الدم من عروقي....

فقدتُ البسمة من على شفاهي... فقدتُ الحبّ.... 

فقدتُ الحنين... فقدتُ أنين العشاق.... فقدتُ السعادة والأشواق... فقدتُ نفسي....

فعلاً... من أنا؟؟ ماذا أساوي بلا أنتِ!!!!

فأنا القلم وأنتِ الورقة... 
أنا الغيمُ وأنت المطر... أنا الطفل وأنتِ البراءة..... 
أنا البحرُ وأنتِ الغضب.... أنا القمروأنتِ السهر.... 
أنا العين وأنتِ جفونها....أنا العصافير وأنتِ زقزقتها....
أنا الربيع وأنتِ الأمل.....

 أنا أنتِ فكيف أنا بلا أنتِ؟؟؟

أول مرّة أحس ببركان حزني يتّقدْ.... 
يحترق داخلي ويحرق بعضي فلا أقدر على الصراخ ..... 
خفتُ عليكِ من الحريق... فأبقيته داخلي....

وليحرق بعضي ...لا بأس .... مادمتِ بخير....
وما دمتِ تعلمينَ كم هو عشقي لكلّكِ....
فلا يهمّ أنا ويهون عليّ بعضي

أحبّكِ جداً.... وكلّي انتظار
*****************************

فأنا أنتِ... فكيف أنا بلا أنتِ!!!!!

 بقلم..
رهام أبو صيني
:)

هناك تعليقان (2):

  1. رائع ما خطت يمناك ولكن الكلمات لا تبدي بريقا إن لم تبدي لمن تكون؟؟

    ولكنك ذات ذوق أدبي رفيع

    ردحذف
  2. كلنا في انتظار..
    وهذا سؤال واحد تتعدد اجاباته ..
    وهي هي ..عنواني الوحيد ..
    انا هي وهي أنا ..فكيف انا بلا هي؟؟
    وكيف هي بلا أنا ؟؟

    القدس ومن سواها ؟؟

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "