الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

مغامرات طالب...مع دكتور(2)





5سنوات مضت على خطواتي الأولى في الالتزام ..
كنت في عالم ..وأصبحت في عالم آخر..

والأيام تتسارع في كل يوم ..


فترة عامين وأنا أسمع لكل شريط اسلامي دعوي جديد..
وأتابع كافة برامج الدعوة بكافة أشكالها على التلفاز..
أقرأ الكثير من المقالات والكتب على الانترنت ..

لأتعلم .. كانت محاولة جادة مني لاستراك ما فاتني ..
لكن منذ 3سنوات ..
وأنا أواجه مشكلة في نوعية الخطاب المقدم على الساحة ..
أصبحت أقضي الكثير من الأوقات للبحث عن الجديد ..



سمعت من الدكتور "اللا جديد" قبل عامين قصة عندما كنت أقلب في إحدى القنوات ..
وقبل شهر واحد فقط .. سمعتها منه هو ذاته ..!!!!

بنفس الأسلوب .. بنفس النّفَس الذي رواها فيه !!!
ثم وعلى إحدى المسارح قبل أسبوع .. أسمعها ذاتها!!!!!

لماذا ؟؟؟ أعقمت كتبنا وواقعنا عن القصص الجديدة ؟؟



لاأتخيل ..

ولكن مشكلة النمطية المقيته تكاد تقتلنا للأسف!!!
أروي لكم المشهد .. وأوصل لكم غايتي بعد ذلك ..

المشهد الثالث :

بينما كنت أتفقد حسابي على الفيس بوك قبل فترة ..وجدت الدكتور الثالث في مسلسلي..



وجدته على ما يعرف ب ((الشات)).. فسررت بقوة ..قلت :أستغل الفرصة لأخبره بأني أريد منه موعدا ..


"السلام عليكم دكتور ... تلميذتكم صفاء الزغول "
"حياكِ أختي .. تفضلي .." أجاب قائلا ..
بكل صراحة ابتهجت !!! لأنه لا يفعلها دائما !!



 حديث طويل ذلك الذي دار بيني وبينه .. لكن الشاهد فيه ..
"ليش يا بنتي أنا عمري صديتك عن المكتب ؟؟؟ "
"أبدا دكتور .. لإني ما بقدر أوصله أصلا !! ..

نفس الطلاب والطالبات أجدهم يحتلون المكتب دوما .. فلا أستطيع أن أتحدث مع حضرتك !! "
ضحكات طويلة تلك التي كتبها .. ولكني لا أنتظرها .. فأنا أبحث عن إجابة ..
حتى قال : " خلص إلك عندي تيجيني الساعة الفلانية .. وما أخلي حد عندي مشان تدخلي وتطرحي ما عندك بأريحية !! "

"يا سلام .. إن شاء الله دكتور ..سآتي لحضرتك وان شاء الله أطرح على حضرتك مشروعا فريد من نوعه "
"بانتظارك بنيتي ".. 
السلام عليكم ..
وانتهى الحديث..




وكالعادة تأتي المواعيد بسرعة ..فأسرعت إلى مكتبه ..

فإذا هو ........................ مغلق !!
وقفت الساعة الذي وعدني فيها بلقاءه على باب مكتبه ..
فلم يحضر !!


فعدت لأكمل أعمالي.. وحقيقة تضايقت بشده ..
فما تزال الأبواب مغلقه.. والوصول لمفتاحها صعب !!

بعد 3 ايام ذهبت إليه تارة أخرى .. آمل بالحديث معه ..
فإذا هو كعادته الطابور الطويل أمام مكتبه ..ونفس الطلاب عنده !!


وقفت على الباب متعمدة أن يراني ..
في النظرة الأولى إليّ .. طلب ممن عنده من الطلاب المغادرة ..
وأدخلني عنده .. 

"تفضلي يا بنتي .. وسامحيني .. "
لم أراجعه ..فليس هذه بعادة لدي..قمت باقتناص الفرصة ..
وطرحت ما لدي .."مشروع عمارة الأرض " 
فكان رده كالتالي ... 

"لا يا شيخة.. " كلمات نطقها بعد وهلة من الاستغراب التي لفّت محيّاه ..
"أنا بدي إشي فياعة !!!.. بدي إشي يجيب كل طلاب الجامعة ..ما بدي إشي بس للشيوخ "



"عفوا دكتور .. ولكن النهضة ليست مشروع ((الشيوخ )) فقط!!.. هو مشروع كل عاقل !! "

"لا يا بنتي .. انا بعرف إنو هذا ما بمشي مع الطلاب ..ردي علي "

"بس لمتى دكتور رح نضل نعامل أمتنا كطفله ؟؟؟ 

لمتى رح نضل ننزل لمستوى شبابنا ؟؟ متى رح نرتقي فيهم للأعلى ؟؟
متى رح نستوعب ..إنو أمتنا فيها الكثير من التفاوت الفكري .. 
وبالتالي لازم نقدم شيء راقي ..ويرتقي بمستوانا أكثر ..."

لم أستطع أن أكمل الحديث.. 
فقد شعرت لوهلة ..أن الموقف سيحتد أكثر .. إن أجبته أكثر من ذلك !!

فأخذت بعضي .. وعدت إلى المكتبة ..


بيتي الثاني في الجامعة .. لعلي أجد فيها سكونا لعقلي وفؤادي..
أحاول أن أجد السبيل لأجعل كبار المربين في الجامعة ..يفهموا أننا قد تغيرنا ..
وحتى نحافظ على الثبات على الأقل.. المفروض أن نتغير بكل كياناتنا أيضا !!



لماذا نصر على أن نبقى ضمن ذلك الإطار.. ضمن تلك الدائرة ..
ونحن نشكو كثيرا منها .. 
ولا نحاول للحظة أن نجهد أنفسنا .. فنخرج خارج إطار تلك الدائرة ..
لنعلم حقيقة ...أين المشكلة فيها ؟؟ 

وما هو السبيل لحل تلك العقبات ؟؟
نناشد التغيير دوما ..
ولكنني لا أفعل التغيير إلا ما يرصد واقعنا ..


سألت إحدى الطالبات التي دخلت في يوم من الأيام على إحدى الفعاليات التي كانت في الجامعة.
والتي تستهدف إن صح التعبير ((الناس الفايعة)) 
وقد خرجت بعد أقل من 10 دقائق من جلوسها .. 

"وين راحية ؟؟ لسا ما بلشنا !! " 
"يا شيخة .. حفظتها ... خليني أروح أدرسلي كلمتين ممكن أستفيد !! "

ليس مهمتي أن أعلق.. 
ولا أن استهدف طابعا معينا من الاساتذة..
فلا أنكر للحظة .. أنني قد تعلمت من كل واحد فيهم ..
وأنا لا أساوي حفنة من تراب يمشون عليها !!



ولكن لأنني أحبهم ..ولأنني أعشق أمتي ..وشبابها ..
أخجل عندما أرى من هم أقدر على التغيير بهذا الحال .. 

لست ممن يفقد الأمل ..ولست من الذين ينظرون إلى نصف الكأس الفارغ..
هما التجربتان القاسيتان مع أساتذتي .. ذكرتهما لكما في البداية ..
لأن باقي المسلسل سيكون مع أناس ..
الروعة تقف أمامهم .. وتفقد أبجدياتها ..



6 حلقات أخرى بقيت من مسلسلي كلها من العيار الثقيل..
وكل شخصية منهم يعلم بأسلوب أكثر روعة من الآخر..
ما زال في جعبتي الكثير..



بانتظار قلوبكم وعقولكم معي .. فانتظروني :)

صفاء الزغول 
6/10/2010

هناك 5 تعليقات:

  1. فعلا كما قلتي ...يجب ان لا نظر الى النصف الفارغ من الكأس

    والخير موجود وان كان قليلا

    اسلوب رائع في الطرح ,,بتمنالك التوفيق في مسيرتك

    ردحذف
  2. بتعرفي ...
    أذكر بثلاث ...
    ا ل م
    ألم
    أمل
    ملئ

    لولا هذه الثلاث لن يحدث شيء...
    اسعي ولا تستسلمي ... :)

    طرح ممتع جداً .....:)

    ردحذف
  3. لولا وجود هؤلاء المثبطين على رؤوس عملهم
    لوصلنا لأبعد من القمر !!

    لكن اساتذتنا وكبارنا بهذا الفكر .. فكيف سيكون الطلاب

    الاغلب سيبقى تحت مظلة "فايع" .. لأنه دخل الجامعة وتخرج منها دون ان يرى اي مشروع يرقى به .. لخطوة ما بعد الفايع ..!!!

    كما هي عادتك .. اتحفني اسلوبك ..

    وبكل شوق ننتظر الحلقات المقبلة
    (=

    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله
    موضوع غاية في الأهمية وطرح مميز
    ولا اريد ان اكون من المثبطين في نقاشي ولكن للأسف هذا هو واقع العلماء الذين نظن بانهم قادرين على التغيير والتأثير في شبابنا ... مع تقديرنا الكبير لهم ولعلمهم ...
    ولكن الخير موجود في هذه الامة فهنالك الكثير الذين يمتلكون مشاريع تنهض بالامة ويساهمون في رقيها ولا يضيرهم انهم لبسوا من حملة الدرجات العلمية الرفيعة
    جزاك الله خيرا اختي الكريمة
    ونسال الله تعالى ان يزيد في همتك لنصرة الامة وقضاياها

    ردحذف
  5. :) :)
    رائع ما خطت أناملكِ ! لديكِ قدرة رائعة على العرض وجذب القارئ
    بارك الله فيكِ غاليتي وأكثر من أمثالكِ :)
    متابعون معكِ

    ردحذف

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "