الاثنين، 31 يناير 2011

بنفس الخط !


سر عجيب ذلك الذي جعل قلمي يصمت حتى اللحظة عما يحدث !! مع أن بريق الأحداث قادر على أن يستفز ألف قلم ..

تزاور الاحداث وازدحامها في عالمنا العربي ،جعل آلام الميلاد القادم تأن كما لم تكن من قبل ،على ترنيمة خاصة ،وسينفونية فريدة ،لم يشهدها تاريخ قبل هذا العصر ،وسبحان من جعل في انقضاءات التاريخ استعارة واستعادة للأحداث ،ولكن ببصمات مختلفة..

حكمة الأسبوع الماضي فتحت أمامي افاق وتطلعات جديدة ، ففي السابق كنت أجوب صفحات التاريخ ،فأوقن أن الآتي سيكون لنا ..ولكن بقي السؤال يدور في مخيلتي كثير ..كيف؟؟ ومن الذي سيكون في المقدمة ؟؟ فأعلنتها تونس مدوية ،وصدى الصرخات لا يكاد يفارق عربي عروبي ..وها هي أم التاريخ ترد على محبوبتها النداء..فتعلن مخاضا جديدا ..وترى في هويتك التائة منذ سنين ،تولد في ألف وطن !!



شباب وريشة إرادة ،تقف رغما عن أنف أيدِ واصوات كانت تتعالى ،وتراهن على الفشل !!
شباب وموسيقى الثقة .. تضرب على أوتار شدة الظرف وصعوبته !!
شباب وتردداتِ وأمواج ،ماجت بمن ظن أن روحا قد ماتت في جسد !!
شباب ورصاصات حب ،وقنابل مفاجأة ، ورشاشات كلمة ..ثورتنا بطعم خاص ..

كان للثورة ابتسامات غريب الدار والوطن بيننا ..تطوف حوالينا وعلينا ..ونحن نطوف حواليها لا بها !! حتى مال عليها وقال :(( أنت والله ابني وأخي وأبي وأمي ...أي والله يا صاح ..لست الا لك !! ))
أجيبها بسرعة :(( ووالله الذي لا اله الا هو ..أنا ايضا !! ))
قالت : ((أشتهي أن أركب موج أنفاسك وهممك منذ سنين !! ))
قلت : (( وأنا والله !! ))

فقالت مردفة : (( فما يمنعك ..؟؟ تالله ان لي لحرفة في ركوب أمواج الشعوب !! ))
بابتسامة عريضة .. (( كان لا بد أن أتنفس الحقيقة .. لأنفث مدّ الثورة !! ))



إننا والله قد مللنا حياة ..يا ويلنا من طول حياة لم تعد في آلامها وأوجاعها إلا طول مدة الذبح للمذبوح !! أحببنا الثورة جهْد الهوى منا ..ولكن كان لا بد من "صدّقه العمل !! "

إن كل حي على هذه البسيطة ،إنما هو شيء للحياة أعطيها على شرطها هي ..لا على شرط ذاته ، فسعادة المرء أن يعلم ذلك ويقرره يقينا في نفسه،كما يستيقن أن المطر أول فصل الربيع الأخضر !! ، فإن فعل ذلك وايقن واطمأن جاءته الحياة راكعة خاضعة له، وجرى مع تراكيبها مجرىَ واحد ، فتختصر عليه عبء مقاساة الطريق في غير فائدة !!

هذا ما ايقنه أهل تونس .. ومن بعده أهل مصر ، وممن رأيت وسمعت من الشباب في الاسبوع الماضي ..
فعلى نفس الخط الذي نفخ فيه أهل تونس ومصر في صور العزة واستجلاب الكرامة ،رأيت الشباب يتنفسون حلما منتظرا ،ينبض إعجازا لم أعهد لذلك النّفس مثيلا ..

لعمري اني رايت قوة الشباب في شبابهم تضاهي حكمة الشبوخ في الشيوخ !! فما نفع الحكمة إذا لم تكن إلا رأياً له ما يمضي عليه لا أكثر ، كرأي الشيخ يرى في عقله الصواب حين يكون جسمه هو الخطأ مركبا في ضعفه !!
لكم تمنيت ألا يخفت صوت الشيوخ في هذه الفترة !! التي تعالت فيها أصوات الكثيرين ، وكم سعدت بالشباب يتجاوزون الرموز والشخصيات المثالية ،ويقررون افراغ الساحة ..فقد حان دورهم هم !!



في مصر ..وفي تونس ..واليوم في شابات لأجل القدس ،تتنسم من تلك الربى نفحات ونفحات ، كيف تجوب بقاع الهمم من على كرسيك الصغير ،يأتيك "وردتنا القدس " ويكسر قواعد الجيل الماضي .. وتلك إذ تقول لي :"سبحان من جعل للرسالة ألف رسول " .. ونداء من أعماق الأفكار ينطلق !!يوم بعد يوم أفخر بهم ،وبانجازاتهم !!
هم يكبرون الكثيرين فعلا لا قولا !!

ألا ليت منابرنا لا يخطب عليها الا رجال فيهم ارواح مدافع كما ترى في الشباب ، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب كالأطفال !!

لا عليّ بهم ..فقد قال الثوار كلمتهم !!

 " إن الحق ليشتاق أن يرى بعض الجبابر ساجدينا !! "
ثورة لفكرة ،وأخرى لفكرة ..عدة جيل يحترف التغيير !!






تحياتي
^^
صفاء الزغول
31-1-2011

الخميس، 27 يناير 2011

حكايا همة 3



عجيب أمر الاشياء ..ففي الشيء أشياء..تجعل من اللاشيء شيئا !!
وإن أنت صدقت الشيء معناه ..أعطاك فوق ما تريد وتبغي !!



في فترة من الفترات قررت أن أضيف شخصيات متعددة لا أعرفها على حسابي في شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" كان الهدف أن أنطلق خارج الاطار ،وأستفيد من عالم كبير حصر أمام شاشة جهازي الكمبيوتر الصغير ..


لا أدري من الذي قام بدعوة صداقة للآخر ..أنا أم هي ،حقيقة لا أذكر !! ما أذكره ولست أنساه ، أنها كانت تستفزني بتعليقاتها على ما أقوم بوضعه ..كانت أسئلتها عجيبة ..لست أدري من هي ، وما الذي خلفها ,حتى خضت معها نقاشا رائعة فيما يتعلق بقضية القدس ،وعلمت انها إنسانة فذة !!

ليس بالكثير من الوقت مضى عن هذا النقاش ،ذهبت الى مقري ومستودع فؤادي ،"ملتقى القدس الثقافي " فقد جائني الخبر ،أن 13 نسمة من القدس ستحل بديارنا ،فانطلقت أريد أن أتعرض لنفحات من تلك الربى ،علني أفوز بقرب وود !!
وفعلا ..دخلت بخطوات خفيفة ،خشية مقاطعة المحاضرة ،التي كان يقدمها الدكتور عبد الله معروف_دكتوراه في دراسات بيت المقدس _دخلت الى الغرفة ، وجلست امام جهاز الكمبيوتر ،فوجدت أحدهم كان قد ترك حسابه على الفيس بوك مفتوحا !! فاستفزني لأعرف من هو ،أو هي ....
وإذ بها ... (( آلاء سامي )) ..بنظرة غريبة عجيبة .. آلاء سامي في ديارنا ؟؟ وفي الملتقى ؟؟ للوهلة الاولى خطر ببالي انها مهتمة في أمور القدس ، فقلت من الجميل أن أتعرف عليها ،بل وأعرفها على نفسي ...



ما إن جاء وقت الاستراحة حتى خرجت الى الشابات ، وكانت نفحات من تلك الربى ،طال تلهفي لها ..تلفحني ... شعور جميل أن نتحدث مع أهل الصبر،وأهل البركة ، أهل الهمة ،والعزم ،والثقة !!


كانت لحظات مرت سريعا ،فعدت مجددا الى المكتب ، لحظات وإذ بإحداهن تدخل كهفنا المتواضع ، وتسأل صديقتي فاطمة : "وين صفاء من هدول اللي بالصورة ؟؟ ".. فأشارت إلي فاطمة على الصورة التي أمامها ..ثم تنبهت سريعا فقلت : "انا صفاء .. مين إنتي ؟؟ "

كانت ردة الفعل عجيبة من نوعها ... " إنتي ؟؟؟ " .... "أي والله أنا ,,, !! ".. وبصوت تملؤه الهمة والفرحة .. : "أنا آلاء سامي ..من القدس !! "

تالله إن حروفي لتتساقط عندما أفكر أن أصف تلك اللحظة !! فكانت معاني الانبساط تلفني من كل ناح ، وقمت وسلمت عليها بحرارة .وتبادلنا أطراف الحديث .. وما أجمل نسمات الهواء التي تحمل نبرات أهل القدس ..وعبق الارض المقدسة !!


عادت آلاء لتستكمل المحاضرة عن المسجد الاقصى وعلومه .. حتى انتهت ..لم تطاوعني قدامي أن أغادر ..ربما لإن شيئا عجيبا سيغير حياتي ..ينتظرني !!



انتهت ، وأسرعت إليها أكمل حديثي معها ، فوجدت بعض العبرات كانت قد سُطِرت على وجنتيها وهي تقول : " لازم نعمل اشي ... والله طلعنا ما بنعرف شي عن القدس ،وبتعرفوا عنها أكثر منا!! " ثوان معدودة وانتقلت الي عبراتها ، بنفس الحرارة ..
واتفقنا على مشروع نهضوي يتعلق بالقدس ..وكانت "النهضة " تلف حديثها كاملا !!





لم يبق كلام يقال ..ولا حروف تسطر !! فعانقتها !! عناقا أعاد الروح الى الجسد ..لا أقول روحي التي تجعلني أشعر بالارض ومكنوناتها .. بل روحي التي أستجلبها من عشقي للقدس ..كانت تلك الضمة زادا كبيرا ..لم تسعه أرض ولا سماء ولا فكر !!






ما زلت أشعر بدفئه !! لا تزال كلماتها ترن في أذني.. لا زلت أرسم صورتها في كل لحظة !!

غادرت آلاء ..وقد قدر المولى أن يكون اللقاء الأول ..والأخير لي معها ..فقد أمسكها المرض في تلك الليلة ،وعانت من التعب كثيرا ..فاضطرت للرجوع الى القدس ،في اليوم التالي مباشرة!! وحق لها ذلك !! ما استطاعت أن تتنفس خارج تلك المدينة !!

 ويكأن القدر شاء أن يكون يوما واحدا في ربانا !! لنبقى نتوق الى المحل في تلكم الربى ،ويصدق اللقاء بصدق الإعداد له !!


ربما كانت نهاية اللقاء هو ذاته بداية المعرفة .. فبعد ذلك اكتشفت "آلاء النهضوية .. المدربة ..القيادية ..الملهمة .." اكتشفت ان الرحمن جل في علاه يسر أمر هذا اللقاء لأتعلم ،وأغذي نفسي من شح من أمسكت عنها ..

في كل يوم أتعلم من همتها شيئا جديدا... فقد لا أستغرب على ذاتي همتها ..ولا أشعر بأنها شيء مميز ..فالهمة تكمن في تحدي المحنة !! وأي محنة تلك التي أجرؤ على مقارنتها ،مع ما تقاسيه آلاء !!

في بلاد فيها من معاني البركة الكثير،ولربما هذا ما أضفى على استفادتي منها العمق الكثير ..
النهضة لها مشروع متكامل ..والتخطيط لها فن ،وبث الالهام لدى الناس حرفتها !!
مدربة فذة ،وأنا أستفيد منها دوما ،ومما تمنحني إياه في مدونتها العجيبة " بريق شمس " ولها من اسمها كل النصيب ..



من الصعب أن أجد كلمات أعبر فيها عن همة كآلاء سامي ..
فصوتها وهمتها كالمد تبثق منه اشراقات النصر المبين ..وإن أردت بأبسط الاوصاف التعريف بها ..كانت الشمس في أقوى أشعة لها ..






كل التحية صديقتي ..وأفخر بها
ولعل لقاء آخر ينتظرنا ..لنكمل المسير سويا ..
محبتك ..

صفاء الزغول
27-1-2011



الاثنين، 24 يناير 2011

همة بالفطرة


وبعد أن انقضت أهازيج الليالي ،في سهرات العطلة ..عمدت الى كهفي الصغير،وبدأت أحدق في يوم طويل ، تأملت الورى وما يفكرون به ،وما يقضون نهارهم لأجله ،وما يتبعون لياليهم لادراكه !!

فانحاز تفكيري الى انقضاءات الوقت وحكمته كالعادة ، وكم كان عدد من يأسرون انقضاءات الأوقات فيما لا همة فيه ولا فائدة !!حتى فائدة الاستجمام والتواصل !!فتراهم يختصرون السعادة في الحديث عن الآخرين وما صعدوا وما نزلوا به واليه !!


لحظات قليله ..فأستعيد معنى أن الخروج من الاطارات ،هو التميز في اسمى معانيه ..أبعد يا صديقي عن ضياع أوقات البشر ..

فكم جميل هو استغلال العقل في زمن تأجيره !! وكم من الابداع بما كان فهم الفن في زمن تزويره .. كم من الاشراق الالتزام بالمعاني الالهية في زمن انكب الناس فيه على الانحطاط !! كم هو احتراف ..أن تكون نجما !! في زمن تكثر فيه الكواكب ..

ها هي همتي تدخل علي دخول الملوك..وأرى خيالها المشبوب يلقي على أرجاء معمورتي لمعان النور وانطفاءاته !! فيشرق كل شيء الا معاني الظلام ..فإنها تندثر سريعا ..



الدنيا مع همتي كالسماء ألبسها الليل ..فملئت باشياء مبعثرة كالنجوم والشهب !! مع همتي ..تجد أن القدرة والارادة بعض من عشاقها !!
مع همتي ... لا تجد مكانا لمزيد.. أو مطمع في مزيد !!

سر عجيب بمعنى الدين يغذيها ..ويطلق صوتها للعالم مداً تنبثق منه الروح،ولو كانت الهمة نورا !! لملأ ما بين الفجر والضحى !!
أنت بهمة يغذيها فهم للدين .. الأقدر على كل شيء !! كل شيء !!

فالدين حرية قيد،لا حرية حرية !! فعندما تسمع صوت السلسلة وقعقعتها التي تلوى وتشد عليك ممن حولك من بشر وظروف ..تستجلب رقيا الهمة ،فتستمع مباشرة الى صوت السلسلة بعينها ، يكسر حديدها ويتحطم !!!!



الهمة التي يغذيها ديننا.. تبعث في نفسك رسائل ، عندما تدق ساعة الاسلام بين الفينة والفينة بهذا الرنين ...... "الله أكبر الله أكبر " كلما دقت !! حركت معك الدنيا وما فيها .. تجعلك تشاء ما تشاء الأقدار !! فيشيء المولى في جلاله أن تشيء ما تشاء !!!

لا تقل لي يا صديقي .. الدنيا متعبه ، وتسمع بعض من الشكاوى ،تجعلك تقف حينما تتزوج الصبر !! وتقف عنده دون أن تحاول قلب الموازين !!

فالدنيا بطبيعتها وتعنتها ..إذا استراح الجميع قالت لصاحب الهمة :إلا أنت !!
وإذا عقل الناس أجمعهم قالت لصاحب الهمة :إلا أنت !!
وإذا استبرأ الناس من جراحاتهم قالت :إلا جرح أمة صاحب الهمة !!



صاحب الهمة فيه من الذكاء ما يجعله يستجلب ما حوله ويطوعه في إرادته وتحت سلطته !!
فمعنى الهمة يجعل كل ما حوله يتكلم ،ويكأن الحياة عنده تفيض وتزدحم في الموضع الذي تحل فيه !! فلا تمر من أمام شيء وتلمسه إلا جعلته يرتعش !! ويلقي لهيبتها السلام !!!

إن ذكرت الهمة ،تجد الزمان مقبلا لا مدبرا !! وتسطر حروفا منتظمة تداعب حروف المقدمة !! وتلقي سلاما لا لقاء بعده على الهوامش !!

أي يا صاح !!


والله سر الفعل في القدرة عليه !! ولا طريقة تستجلب فيه المستحيل ..إلا أن تشرب رقيا الهمة ..فتسترسل معك معاني فعل الضروري ..الى الممكن ..لتجد نفسك في برهة من الزمن وسط المستحيل !!





قم يا صاح .. قم وإن كانت معالم المضمار الأخير قد شارفت على الانتهاء ... قم !!


 ولا تنس أن الخيل إن رأت نهاية المضمار استماتت للوصول أولا !! فلا يكن الخيل أفطن منك !!



قم يا صاح ..وأشعل في همتك غيثا لا لهيبا !! غيث قادر على الموج والفوج كل لحظة !! حتى يركع اللهيب أمام جبروته ..فيكون بعد برهة من الزمان..... رمادا لا أكثر !!



 صفاء الزغول
24-1-2011

الأربعاء، 19 يناير 2011

وعند اكتمال البدر



ازدحام رسائل من نوع جميل في تلك الساعات ،قررت فجأة أن أقطع ذلك السيل العارم من الهوى المتدفق الذي يلفح الفؤاد ،بل ويضفي عليه من غبار الأيام كلمات وألحان ..لكم عشت بظلالها !!!

بعض من الاشتياق..كثير من الرسائل الملهمة ..صمت جوانح يلفني ..وبين حروف الرافعي التي تمضي بي معنىً على إثر معنىً آخر !! قررت أن أنام فجأة ، هنيهات قليلة وخلعت إزار الكسل ..وقمت أستل قلمي وأكتب في الليلة التي يكتمل بها نور البدر ،ويضفي على النوافذ من بريقه ألف معنى !!

هو عالي الهمة والجمال ،لا يأبه إلا بسموه،رغم أن فيه بوح أسرار العاشقين والحزانى ..وحبي أنا ..وقفت على تلكم النوافذ ،وبريق من الكلمات والرسائل التي يبعثها إلي،جعلتني أقف أمامه وقوف الفلاسفة حين التأمل !!


قد يغيب الكون بكل ما فيه في برهة من الزمان،أمام السكران والمخبول والنائم ،لكن هناك حالة تتلاشى فيه الحقائق من الزمان إلا من حقيقة واحدة ، هي الحب !!


وللحب في سطوري وحروفي المبعثرة سيل من المعاني والسلوكيات والمصطلحات ،ففي طياته أخرج للعالم بنظرة تجد أن سر جمال الكل في الكل ..والجميع في الجميع !!

لا بد أن تعيش معنىً للتعاسة لتنتشي بمعنى السعادة ،ولا بد أن تحيا رعونة الشباب لتسترسل عندك حكمة الشيوخ !!
لا بد أن ترى الظلم حياً لتدرك جمال أن تقضي عليه... أي نعم سر جمال الكل في الكل !!




بالحب تدرك أن حياتنا هي مقدار الايمان في قلبك ،فإذا آمنت حقا وصدقا ،لم تعد حياتك بمقدار نفسك وحسب،وإنما بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن !!



وإن سرّحت الطرف يا صديقي في هذا البدر،تشعر ويكأن البنايات تتلاشى من أمامك،وأصوات السيارات المتحركة تخفت بقوة ،ويلفك شعور أنك على ظهر سحابة !! لا على الأرض ..والهواء هناك ليس كمثله شيء!!

لا يزال يهمس هذا البدر في أذني ..أن في المعاني اسرار تعجز المصطلحات عن ضمها ..

فالألم مثلا..هو فهم الألم لا غير ..
وعدم فهم تراكيب الحياة هو سر الالتذاذ بالعيش فيها ..
السعادة تكمل في طفولة القلب ..والسرور هو إحياء معاني الطبيعة فيه !! وتبقى المعاني عزيزة عن الجمع في أسوار الألفاظ !!






ريم المقدسية ..ترافقها ريم الهلالية ..وبسلام من آلاء النهضوية ..إلى دعاء الشاعرة ..وإلهامات الدلول..وأماسي الغالية ، على نغمات صوت دعاء ..وصورة الرهام... والقدس مستقر القلب من قبل ومن بعد ..كل هؤلاء على بساط رافعي.. كانوا هم البدر في أسمى معاني تلك الليلة ... ^_^


صفاء الزغول
19-1-2011

الأحد، 16 يناير 2011

يوم الامتحان





سبحان من له حكمة في الاوقات وانقضاءاتها.. سبحان من يبث الهمة فينا مع طول المسير..ويبلغنا والزاد قليل ..بين العام والعام تجد الفاصل لحظه ..وبين انقضاء العام والآخر أيضا لحظة !! قد يكدر النفس مشقة الطريق وبعده ..وسرعان ما تجده بات حكاية من حكايا الماضي !!

كنا هناك ،وفعلنا هناك ،لم أفكر أنني سأنجز هذا الفصل بتلك السرعة ..فقد كانت الحسابات أن ينقضي الفصل لا من الوقت وحسب ، وإنما ينقضي مع بعض من نفسي وذاتي !! 

أي والله انقضى ..بكل ما جلبه لي ..انقضى .. وبكل ما حمله بين جنباته انقضى !!
وفي الانقضاء ألف عبرة !!
البدايات ترافق النهايات ..كما ترافق الثانية الاولى .. وفرق بين الرفقتين شاسع ..فأن ترافق النهاية البداية ففي ذلك الهمة والتغيير .. واما أن ترافق البداية النهاية ففي هذا عجز وتوقف .. وقد عشت الرفقتين في تلك الفترة المقضية !!
الى أن جاء يوم الامتحان ..والذي يلخص كل ما مر في تلكم الفترة ..
فقبل يوم الامتحان تجد الهمة بتصاعد متوالي ..رغم الانكسارات التي تعترض الطريق..الا أن الهمة تبقى متوقده ، فهي عدتي وزادي ، حين يشح الزاد والعدة !! ولشواهد الليالي حكاية ما قبل الامتحان ،تسطر عبرات وضحكات ، وتعب طويل ..
وأما في يومه ترى العجب العجاب..

ففي يوم الامتحان تجد أشكال الرجاء متناثرة في كل مكان ..وكل يستجلبه بطريقته الخاصة ..
تجد فداء إذ تقول : " ماما حكتلي آكل قبل الامتحان  ... يعني معي رضى والدين ..توكلت على الله "
وتجد تقى إذ تقول : " انا عملت اللي علي .. انقطت الاسباب وما ضل الا التوكل "
وتجد دعاء إذ تقول لي : " ما تخافي ..ببركة القدس رح تعملي منيح :) "
ولأشكال الخوف مكانه أيضا .. فتجد تلك تبكي وتقول : ما ختمت المادة !!
وأخرى تقول : "راحت علي صلاة الفجر !! الله يستر من الامتحان اليوم ... "
وتلتفت عن يمينك فترى ذلك الشاب يخاطب صديقته بقوله : " ما رح أزبط !! في كم محاضرة غبت عنهم "
والكثيرون الذين يسترجعون أفعالهم وأقوالهم قبل دخول قاعة الامتحان !!

في يوم الامتحان يا صاح .. تجد من لا أسمع لها حديثا يخاطبني طوال العام تنتظر دخولي باب القاعة .. إذا تأتي متلهفة وتقول : ((صفاء بترجاكِ ..غششيني !! لازم أنجح )) وتطلب علما لا أملكه !! فهو وديعة من الرحمن في عقلي .. وتطلب ما رزقنيه المولى ..وما عند الله لا ينال الا بطاعته !!

في يوم الامتحان.. تنتعش عندما يسامرك ليل طويل بين الاوراق والأقلام والكتب ..والسبب أنك تعد إشراقة جديدة لأمتك ..بنيتك وعزمك وقوة ايمانك ..وأن كل ما تفعله هو خطوة !!

في يوم الامتحان لا يحلو لي النوم الا على أكوام من الاوراق والاقلام ..إذ تؤرق نومي بوخزة من هنا .. وضربة من هنا..وهاتفي الجوال يبقى يصرخ بالساعات في أذني .. أن قد أشرق فجر يوم جديد ..والعالم كله بانتظار لاشراقة طيف المسلم فيك !!

في يوم الامتحان.. لا استطيع أن أنسى قضيتي ..فتجدني أذهب لأستمع لمحاضرة تلخص عام 2010 في مدينة القدس..ولم أقدم ما علي ..ومع كل هذا وذاك .. أعجل في الدراسة..وأطيل سهر الليالي !!

وتجد والدتي ...(( صفاء بكفي..نامي ...))
ووالدي (( صفاء عيونك واللابتوب .. رح تنعمي آخر يوم !! ))

في يوم الامتحان.. تجد الحب يغطي الأجواء.. حينما تجد رفقة المحن تجاورك ..
في يوم الامتحان.. تستخدم المسميات في كثير من الغايات التي لم تصنع لأجلها .. فتجد صفحات الفيس بوك والمسنجر ..باتت مجلسا دراسيا جماعيا فريدا من نوعه :)
في يوم الامتحان .. تكشف أسرار ما كشفتها الأيام !! وهناك تنطوي الضحكات والعبرات ...
في يوم الامتحان .. تستجلب هموم غيرك لتهون عليك همومك !!
في يوم الامتحان .. تجد النفوس القذرة تكشر عن أنيابها ..حين تقرر سلب جهد الآخرين !!


وفي يوم الامتحان تجد أن كل دنيانا امتحان واختبار ..
قاعة ومقعد .. قلم وورقة .. رجفة خوف ..وسجدة رجاء.. ضيق صديق ..وتضيق معلم ..
هروب من مسؤولية ..وتحمل أخرى .. حب وكره وواقع وحلم ومؤامرة ..

أي والله .. عالمنا كله امتحان واختبار... إلا أن فترة انتظار النتيجة  بعد الامتحان تعني بداية خطة جديدة ..
وأما انتظار النتيجة في هذه الدنيا ..فهي اختبار آخر !!




صفاء الزغول
16-1-2011

الخميس، 6 يناير 2011

هي من سأكون !


/" نعم.. صفاء ..هي من سأكون !! "

قالتها برجة خفيفة في صوتها ..ثم غابت في ذلك الممر الطويل ..غابت وغاب ظلالها عن تلكم الأماكن ..


غابت ..حيث تصبح السماء في متناول الأيدي ..حملها الى هناك جناح حمامة بيضاء ..هناك ، حيث طفولة القلب ،لا أقول هي تحلم بأنها تحلم ،فهناك ..كل شيء واقعي ،كانت تعلم أنها ستلقي بنفسها جانبا ..ثم تطير حيث ستكون ما ستؤول إليه !


سأكون يوما ما أصبو اليه ..في الفلك الأخير..أو عند ذلك البحر المعلق فوق سقف غمامة بيضاء، واللاشيء هناك أشياء، حيث أكون ولا أكون ،أو حينما أكون وحيدة في هذه البسيطة الخضراء ، أتيت إلى تلك البقاع في غير ميعادي ..وعجبت أن لا ملاك أتاني ..وألقى تحيته عليه ثم يسألني:
" ما الذي جاء بك ؟؟ "


وحيدة هناك في تلك البقاع ..لم أجد أحدا ألقي عليه السلام وأسأله ..." أين (أَيْني ) الآن ؟؟ " والعدم هو الجواب ..في اللازمان ..واللاوجود !!

ارتبارك المعاني والسطور أشق ما يمر على الكاتب ..ولكني ..

أعرف هذه الفلسفات جيدا..أعرف أنني ما زلت حيا في مكان ما وأعرف ما أريد أيضا..ويوما سأصير ما أريد !!

بعيداً عن مراكب التيه ..

سأصير يوما فكرة..لا تحملني حروف أو صورة أو حتى كتاب الى الأرض اليباب .. بل كالمطر يحل في الارض الجدب إن استغاثت يوماً ..

سأصير يوماً طائراً ..وأرف وجودي من العدم ..وكلما تسارعت أجنحتي ..اقتربت من الحقيقة أكثر..من تحت الرماد أنطلق كما طير ابراهيم عليه السلام..

انا الحوار..وأنا التي ستفني الجسد والنفس لتكمل الرحلة الأولى الى المعنى، حتى وإن بعد ..فأنا الاقتراب..وإن غاب فأنا الوجود .. وإن مات فأنا الحياة !!

أنا مزيج الرسالة والرسول ..وأنا العناوين البعيدة والبريد ..
انا الابنة والأم .. وأم أمي إن لم تجد لها أم ..

وأنا المغلوب وساعة الاحتضار ..بل أنا .. دفقة التحرير والانتصار..
أي نعم ..سأصير يوما ما أريد ..

تلك " الصفاء " أحفظ اسمها جيدا .. لم أستطع أن أختلف معها على حرف،فمن اليوم تلك الأحرف صديقتي ، أتدرب معها على النطق الصحيح بلفظ الغرباء ..ثم أكتبه من جديد على صفحات صخور الأرض..
  

أقف أمام تلك الحروف للحظات .. ثم أخاطبها مبتسمة ..



(( أي حروف اسمي .. سوف تكبرين معي حين أكبر..وتحملينني على ظهر الحياة وأحملك ..فالغريب أخ الغريب !!
يا اسمي .... أين نحن الآن من هذا المكان وهذا الزمان ؟؟ ما هو اليوم ؟ وماذا سيأتي مع الغد ؟؟ ما التاريخ وأين المستقبل ؟؟ ما القديم يا اسمي وما الجديد ؟؟ أين الحبيب والرفيق ؟؟ وأين الخل والصديق ؟؟ وما الحياة وما الموت ؟؟ أين العقول والحلول ؟؟ وأين الرضا والهمة ؟؟ بل وأي معنىً لليقين ؟؟

لا تخف يا صاح .. أعلم الجواب
ولا تقلق حينا... فحتماً

سنكون يوما ما نريد !! ))













صفاء الزغول
6/1/2011

السبت، 1 يناير 2011

وسطقت الاندلس!

دعاني الحُزن والهوى

لأرثي من المعالي سنين
لأفتح جُرحاً أرتِقُه تسعة عشرا عاما
من بعد العقد الخمسين

لأشرب نخب خيبتنا في مساجد قرطبة
لأنعى للورى قوماً نور وجودِهم غَرُبَ
لأذكُرَ معالم حضارتنا لحناً في أُغنية حنين

.............

دعاني الحُزن والهوى
فجئتُ معتزَ اليقين
بأن الجُند يا موسى لم تزلِ
وأن العزم يا "داخل" لم يهُنِ

لأن آيات الفتحِ لم تزل فينا
وإن نسينا ، فما زلنا نُردِدُها
فمتى طرقت باب القلب من صدعٍ
انفلق الصدر عن عزيمة بن تشفين

................

فلا تحزن إن قومٌ دارت بهم سُننُ
لا تحزن هم قومٌ الله واعِدهم
فمتى سجدوا لله في أرضٍ فتِحت لهم
فإن نأوا عنك أندلسي زمناً عادوا فاتحين
فمن أعلى المآذن فوق الروابي

سيُرفع  الآذان ولو بعد حين

الشاعرة :
دعاء أبو عودة

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "