الجمعة، 31 ديسمبر 2010

حكايا همة 2


عام ونصف العام مضى على بداية ارتباطي الوثيق بالقدس،وأكاد أجزم أن له بين السنين الطويلة التي قضيتها من عمري الكثير،ولكن هذا العام كان تفجر الأنهار وتدفقها نحو تلك الأراضي ..

منذ فترة ليست ببعيده ،دار حديث في منزلنا عن أننا عائلة من أصل أندلسي  ومن غرناطة بالتحديد .. كانت فرحتي لا توصف بمعرفة هذا الخبر،ولكن كان لا بد من التحقق والتأكد ،وعمدت والدتي للتحقيق في هذا الموضوع ،وأكدته لي بعد فترة من الزمان ، نشوتي بمعرفة الخبر كانت غامرة ،وكانت ألم على ألمي بعشقي للقدس يضاف..

فمع كل يوم أتعلم فيه الجديد عن القدس ، أجد نارا تلتهب في جوانبي الشتى على حالها اليوم ، فكيف أعلم أن بعضا مني ،بل كلي هناك من الأندلس !! وأنت تعلم ما حل بها ...

بدأت أتصفح عن تلكم البقاع ،و آه ما حل بالفؤاد..

بلاد يممت الكبرياء والعزة والفخر على مر السنين ..لها في سطور التاريخ نصيب الأسد ، حكاية فتح تلك البلاد تجعل صاحب البلاغة أبكما ورب الكعبة !! وفي طور البحث عثرت على من هي تتنفس تاريخ الأندلس وعشقها ..لا تسكن حيث تحيا ..ولا تحيا حيث تسكن !!


جعلت لها في وسط الحمراء عرشا لها ، بصدق الحب والفهم والدراسة والرواية ..وأخذت على نفسها حكاية الحكاية ...

هي منى .. " منى حوى " صفدية الأصل أندلسية الهوى ، أو " أم الأندلس " كما تعرف بنفسها دوما .. شابة في الربيع الثاني بعد العشرين من عمرها،  في طور تحضير رسالة الماجستير في دراسة العلوم السياسية في السودان ، الأهم من ذلك أنها صاحبة صفحة الأندلس على الموقع الاجتماعي فيس بوك  ،إن أنت فتحت تلك الصفحة وتلك الكلمات ، عرفت عمن أتحدث ، ولخصت علي سبل التعريف بهذه الصديقة..

كان هذا الموقع هو طريقة التعارف الأولى على هذه الشابة ،وانتقلت العلاقة تدريجيا على أرض الواقع ، وصاحبتها في رحلة لم أجد لليوم مثيلا لها على أرض الأردن ، نحو قلعة الكرك وقلعة الشوبك ، تلك الأراضي المقدسة في الأردن ، وتلك البقاع التي ورثت أمجاد أجيال ..

أراها تقف على سفوح تلك الجبال تنظر بعمق ، وعلى قمة القلعة تنظر ،وتحدق النظر ، تسمع صهيل الخيول المسلمة التي مرت على تلك البقاع ،كلما نظرت إليها شعرت أنها تجلب لي نفحات غرناطة والحمرا وقرطبة ، وشتى بقاع الأندلس ..




نذرت نفسها لتكون أندلسا يمشي على الأرض ، والكل يعرف حكايتها ، وأجزم أن الأندلس تروي قصتها وتعرف من تكون ..عاشت معاناة الغربة عن موطنها..فنذرت أن لا تكون فلسطين ...أندلسا أخرى !! 
منى ..همة نحو الأندلس نذرت نفسها .. واليوم أبتسم وأنا أتعلم على يديها ،في نفس الوقت التي أراها تجلس على طاولة نقاش جلسات المستوى الثاني لدراسة العلوم المقدسية .. 
وأسعد أنني أرافقك

كطيفان لنور واحد ..بين الأندلس والقدس ...
:)



ياقلب مالك كلما ذكرت دماؤك تنحبس..

يسري شرود العين نحو النور يستجدي القبس ,

أتراك تسري للحبيبة خلف اسوار الهوى..

أم تبتغي لم الأحبه كلهم برحاب ساح الأندلس !



الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

أين أجد موطني ؟؟




ها هو المساء يلقي علي بضفافه لليلة الثالثة على التوالي ، أبقى أسامره تلك الساعات الطويلة ، دون أن يجاور عيني شيء من نعاس ,,وإنما تعب يهز أركاني كاملة ،،ومع هذا كله لا أستطيع أن أغفو بعض الوقت قبل بدء اليوم الجديد ..ها هي الساعة تدق تمام الثانية بعد منتصف الليل ، منقطعة تماما عن البشر جميعهم ، لا أريد سماع كلام إنس فيهم ، ولو كان بيدي لما رأيت وجه أحد منهم .....

البشر لغة أعجزني فهمها,, وهم ذرات لا تلتقي ،تتبعثر في كل اتجاه ،وتنتشر محركه كل من حولها ،والعالم كله يتحرك على وتيرتهم ، وأمتي ويا ألمي على أمتي ، بضع أشلاء حية في بعض البقاع ، أو بقايا عزة وكرامة على هذه البسيطة ،وقد كانت قبل حين سيدة الأمم وشريفتهم ! وإن كان في الهوان لنا مكان ,,فقد امتد نفوذنا في تلك الأصقاع !!

هنا على أنفسنا فهان هواننا على أمتنا !! بت لا أعجب من تلك الجرائم التي تحل بهذه الأمة ،بعد أن رأيت ما يفعله أبنائها بها .. بدا من السهل على أمل هذه الامة أن ينسلخ عن مهماته !! عن فكره وتفكيره وعقله بدا مؤجرا ..وفي ظلمات اللهو غارقون ..

أضحى والله أمرا متعبا علي أن أسير في شوارع الجامعة !! أشعر بأنني في عالم اللاوجود لمن أريد ..
عالم اللاوجود لمن يفهم تراكيب كلماتي ، أو يفسر مقاصد حديثي .. عالم فيه من العجب ما تحدث عنه آلاف القصص والروايات .. عجيب أمره ... وتالله اني احترت فيه !!

يناشد الحرية وهو أول من يأسرها ..ويطلق الكلمات وهو أول من يمحيها .. ويطلب بعث الأصوات في الأفق وهو أول من يخرسها !! وتراه بالظلم محترفا ,,وبسرق العقول فنان ,, دخلت في سنتي الرابعة في رحلة البحث عن المعلم .. وفي كل يوم أجدد همة ونية ، ما وجدته !! قد آخذ ببعض الاقوال والأفكار من الكثيرين ،ولكن سريعا ما تتساقط الصور وتبقى محض خيالات .. بدون حقائق ..
 كثيرا ما أسير هائمة على وجهي .. فأجد الطبيعة تتنهد كأنها تنفس عن بعض أكدارها المتراكمة ، أو تحاول أن تجد في الليل كتابا يملي أخبارها ..وقفت أمام نافذتي ,, وبت أتنفس معها ويكأنني قطعة صغيره في حضنها , أشعر بتلك الشروخ فيها ،فهي تلامس شروخ الغربة في فؤادي ,, لن تستطيع أن تنكر يا صاح مدى الغربة التي تحياها الطبيعة في ارضها .. فهي شاهدة العيان على ما بدله البشر ,,وغيروا فيه ثم جحدوا بأصل الصنع وصانعه !! يسألونني عن معنى السعادة فلا أجد لها جوابا سوى ... "طفولة القلب !! " ، أتلهف على أشجار الطفوله ، وما فعلي إن كان قد مضى ربيعها ؟!!

فكرت كثيرا ..وكتبت لأكثر من ساعتين متواصلتين ,,ما إن أنهي السطر حتى ألحقه بماحي الآثار .. ففي الكلمات حروف تغتال المعاني في كثير من الأحيان !!وتسترق التمثل برداء غيرها من الكلمات ، فأضطر مسرعة الى ازالتها عن السطر ،وقد احترفت ذلك بعد أن أزلت أمام الناظرين عن هذه الحياة العجيبة !!

ها هي الساعات تننقضي ، وفي انقضاء الليل جرح جديد ,وابتسامة ،،لا تزال نافذتي مفتوحة أتنفس منها دنيا أخرى ،وعالما آخر ،وموطنا آخر .. ترق السماء أمام ناظري رقة شفقة ،وتتلألأ النجوم ثم تتكبر فتغادر دون أن تلقي على وحدتي السلام ! أما الفضاء فها هو يقبل وينحني أمامي برفق .. " أي بنيتي .. ثقي ، واستجمعي بقايا اليقين في جوانبك ، نعم ..هي الغربة ولا شيء غيرها ... الموطن هنااااااااااااااااااااااااك ..حيث اندثار هذه العوالم وهذه البشرية ... "
 لا تزال الكلمات ترن في أذني ، بدت النبرات كقطع الليل رقيقة متناثرة من غمامة شجية ، لكنه أرسل لي أمانيه كما نرسل نحن الصور لأنفسنا في أحلام اليقظة !!
أي والله هي غربة الوطن والأهل والجيران والسكن .. أكرم بجنات النعيم من سكن ووطن وجيران فيه ،جيران رب العالمين وحزبه وحده ,, دار رضوان وهدوء ويقين ، دار صدق بلا كذب ، ونيل بمقصد ، وجزاء احسان باحسان ..لا والله ما تجد فيها عين رأته ،أو أذنا سمعت ما فيها ،أو خاطر قلب بشر هناء يجده فيها ,, للجمال لغة أخرى ،وللاصوات ترانيم جديدة ، وللأصحاب والجيران هناك حب آخر !!

ولا تزال النافذة مفتوحة ،، أشعر بأن غربتي عن تلكم البقاع غربة طويلة ، والزمن فيها لا ينقضي بالساعات ،وإنما يمر من كياني وذاتي ، فيأخذ ببقايا الجسد الذي يصارع الهمة والبذل ،لعمري أيها الليل واسمع مني حديثا قد يكون الأخير ..

(( إن كنت تفهم أني أشكو اليك بثي وحزني ، أو أناجيك بأحلام نفس انسانية ،فتهدي الي الجواب الصامت البريء ثم تطرح اشعة وجب علي تفسير أطيافها ومعانيا ،، فاربأ بنفسك !! فوالله ما عشت لأنزل شكوى في غير موضعها !!
على اعتاب خالقي ومولاي وحده ، أنا إن سجدت ما رفعت رأسي قبل أن أنزل كل حملي في السجود ، وإن دعوت ما أنزلت يدي قبل أن أجد اليقين ، هو لله وبالله وكفى ))

رباه ..
أنت ثقتي وعدتي في غربتي ..ورجاء لي وثقة ، فكم طال البعد والاشتياق ، ووالله ما في هذه الدنيا ألذ من اشتياق العبد لسيده ، ولكن والله طال .. فعجل اللهم قدومي عليك ، ولا تفتني في ديني وقلبي وعقلي ، واستخدمني وضع الدنيا في يدي ، فأضعها مباشرة تحت قدمي !!

سبحانك سبحانك سبحانك !! ..

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

يا عين مالك آلمتي النــهى مني ,,, عتبي عليكِ فما نلتي سوى لومـي


والله قد ناظرتِ الصدق عن كثــب ,,, و النــاس عُميٌ لا يدرون عن هـمي


يتحدثون بما في خاطـــري علنـا ,,, من دون قصد الطعن في عظـــمــي


والسمع أصبح و الابـصار أعـداء ,,, غارات غدر لا ترضى ســوى هدمـي 


يا عين رُدي غضي الطرف احسانا ,,, جودي بفهمي, انتِ السر في فهمــي


ما القــــصد مني في تخوينــــك يوما ,,, خوفي عليكِ لأن برسمكِ اسمــي


ماذا صنعت بكِ قد كنتِ متقنـةً ,,, فنَّ الرضا غضّاً ..و القلب في سلـمٍ


عتبي على زمني بكل حقابــه ,,, بسياط أحـــبابي حـَــبَا رجـــمــي


أنهي الحديث تصبرا و حيــارةً ,,,فالدمع أدمى ريشةالـــــــــــقلمٍ!!



 بقلم ...
نور جرار  


الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

حكايا همم




ولا أزال في رحلتي أكتشف الكثير،رحلة التميز والهمة والبحث عن أهل التميز وأصحاب الهمم،رحلة تفرز عطاءات كثيرة في كل يوم..وقد تكون التجارب المريرة كثيرة..وهذا ما يجعل فرحة إيجاد صاحب همة أمر عظيم ..ووقعه كبير ..


أناس سئموا ديدن الحياة ونمطيتها،واختاروا التمرد على كل صعب ،على الجهل والجهلاء،وسحق ونسف أسطورة انتظار القادم من المستقبل..ليخطوا بأفعالهم حكايا همة..
يغطون دور الخلافة في الأرض واستعمارها..قوم أدركوا أن العرش والسيادة وأستاذية العالم ليست هدفا !! إنما هي نتيجة لتحقيق البغية الإلهية من حقيقة وجودنا على سطح هذه البسيطة، حكايا همة ...ليست نسيج كاتب أدبي، أو لوحة فنان ،إنما صورة أنقلها لكم بعد رأي العين ..


حكايا همة...لإننا أجحفنا حق الشباب عندما اخترنا أن ننتظر زمانا ليقدرهم ،أو ينشر فكرهم ،بل ولربما نظلم أنفسنا في كثير من الأحيان عندما نؤثر الوقوف خلف الكواليس حتى يأتي الوقت الذي يفرّغ فيه العمالقة الساحة..ويكون الوقت قد انقضى بجدارة!! ..


حكايا همة..لا لإنهم أصحاب همة وحسب،بل لإنهم من الهمة وبالهمة وببعث الهمة ينطلقون ويسعون وينشرون !!
من الدائرة الأقرب ,,ومع الحكاية الأولى .....................


المكان:في صدر الجامعة الأردنية في عمان ...((تسنيم وفريق همم تسعى ))

فترة ليست ببسيطة تلك التي قضيتها منذ دخولي اليوم الأول في الجامعة،وأنا أبحث عن الباب الأول ،والفرصة الأولى،لم ترك مكانا الا استطلعته,,وحاولت أن رمي بنفسي في أحضان التجربة التي تدب في نفسي وعقلي وقلبي شرارة البداية..


وكان لقائي بتلك "التسنيم" .......على ضفاف نهر روحي كانت البداية ،وقضية القدس ومسجدها هي التي أشعلت تلك الشرارة في اللقاء الأول لي بها...


فعالية قامت باطلاقها هي و" أماني" كردة فعل سريعة لإحدى الأحداث الصعبة في المسجد الأقصى ، فعالية ((صدى صرخات الأقصى ))أبرز ما كان يميزها استثمار فريد بزيارة باحثين متخصصين في دراسات المسجد الأقصى .. الدكتور "هيثم الرطروط "والدكتور "خالد العويسي " ، كان لا بد أن أسجل هذا اليوم في تاريخي ..فقد التقيت بهم بعد طول انتظار .. همة تسنيم وأماني في تلك اللحظات كانت كهمس الاجابة في أذن المتسائل !!



أيام وانطلق مشروع " همم تسعى "في الجامعة الأردنية ،مشروع فريد من نوعه،حيث يهدف الى إخراج الطاقات الشبابية وتوجيهها وتوظيفها ..لأجل تحقيق "إعمار الأرض " وكان له صدى من وع فريد على صحاب الهمم في الجامعة ..


اكتشافي أن تسنيم وأماني وروان ومن معها في هذا الفريق ،هم أصل الفكرة وقد عملوا عليها لأكثر من عام ..كان مصدر طاقة وقّادة لي أنا شخصيا ..



الآن ..مشروع همم تسعى يأخذ مجدا له في ساحة الأردنية ..التميز في هذا المشروع  كان لأنه :
1- تجميع لأفكار شبابية .
2- هذه الأفكار فعالة ولها أثر في نفوس شباب الهمة .
3- شمل جوانب لم يفكر الجيل الملتزم حاليا أو يضعها في إطار الفعل .. أستطيع أن ألخصها في "التنمية بالايمان " 
4- كشف المشروع الغطاء عن طاقات وإبداعات شبابية تسعى في كل مكان لاستعادة خيرية الأمة ،ببصمة جديدة لهم ..أقول ذلك وأنا أرى "تسنيم " - كمثال - اراها كالنحلة ,,ترشف من كل بستان وتستخدم كل مالديها وتوظفه في مبتغاها ..بل وتهدف بجدية الى اخراج العمل الاسلامي باحترافية !!


فريق همم تسعى ((تسنيم وروان وأماني ومنال ورشا وغيرهم الكثير )) بقيادة الهمة د.سليمان الدقور .. حكاية كانت ولا تزال ..وننتظر منها الكثير ..


فقد خرقت عادة ..وأجملت حاجة .... 


تحياتي الحارة ..
صفاء الزغول 
22/12/2010
:)

الخميس، 16 ديسمبر 2010

يرى ما لا أرى !!

 
تتابع أسئلته..والصمت هي إجابتنا الأقوى ،يجتهد أن يوصل المعلومة،والمنطق يقول أنها لا بد أن تصل ..
"خير يا جماعة شو مالكم؟؟ السؤال سهل ليش ما بتجاوبوا؟؟ "

علامات التعجب واضحة على وجنتيه ...
مازال يحاول أن يقدم أقصى ما لديه ..

عفوا دكتور ..هلا ابتعدت قليلا لأرى السؤال الذي تطرحه منذ ساعة ؟!!
منذ أكثر من ساعة وهو يطرح عدة اسئلة على نفس المسألة...ومن الطبيعي بما كان أن نستطيع الاجابه..
فهذه من البديهيات...
هذه نتيجة استطعت أن أكتشفها بعد أن طلبت منه أن يبتعد لأرى ما يرى !!

ركبت في تلك الحافلة مبتهجة..بدأ يتحدث هذا الأستاذ بهمة كبيرة..
وأرى انفعالات أروع منه..لكن لم يستطع مع كل هذا أن يجعلني أتفاعل معه !!

اقتربت عدة خطوات من مقدمة الحافلة ..وبدأت الصورة التي يتحدث عنها تنجلي أمامي..
فبت أبتسم حين يصف شيئا ما..أو اسأل وأجيب....إلخ...بساطة لإني أصبحت أرى ما يرى.....!

ومجمل مشاكل حياتنا تنبع من ((يرى ولا أرى ؟!! ))

ترى الكثيرين يقذفونك بما لا تطيق..وبما هو ليس فيك..
لماذا؟؟؟... لأنهم يرون ما لا ترى....

أفكر كثيرا أن أمسك بيد من يخالفني ليرى القضية من حيث أرى..
لكن الأجدر ..
أن يوقن كل من أن كلا منا يقف على زاوية..يغطي الثغرة التي يقف عليها..
وغيره يكمل صورته...فإن خرجنا من تلك الدائرة ...اكتملت الصورة سريعا ..

ويبقى ..
كلنا هــمــم لدين واحد 
:)










صفاء الزغول 
16-12-2010


السبت، 11 ديسمبر 2010

تجربة وفكرة..وعالسريع




كثيرا ما أسمع عباردة ((ساق الله على هديك الأيام !!))

أو عبارة ((هدول رجال الماضي ..من وين بدنا نجيب مثلهم؟؟ ))
أو ما شابه المعنيين ..


هناك فكرة أن الذين قضوا ومضوا أفضل من جيلنا ..وقد يصيب البعض في هذا التفكير..لكن أعرض هذه التجربة ..ونصل سويا إلى الفكرة ...

تعرفت على صديقة مميزة" هبة علي "  في السنة الرابعة في تخصص الهندسة قسم هندسة الحاسوب...
فوجدت من التميز الكثير في طيات أفكارها واتجاهاتها وانجازاتها..أهم ما جذب انتبهاي ..
أنها ... "رافعي " يمشي على الأرض..
تراها تحفظ سيرة حياته (مصطفى صادق الرافعي).. وتقرأ كتبه وتصنفها..بل وتنشر كتبه وأفكاره ودعواته..

لدرجة أنني أنا شخصيا تأثرت بما تقول وتفعل..فأخذت أقرأ كتب الرافعي..مع أنه لم يسبق لي فعل ذلك!!

الفكرة لا تقف عند الرافعي ..
لو دخلنا الى عمق هذه التجربه ..ثم حاولنا أن نربطها من الأسئلة والعبارات التي ذكرت في مقدمة المقال..ماذا لو حاول كل شخص فينا أن ينتقي شخصية ..أو قضية ..يتمثلها كما تمثلها من قبلنا !!
 


بنفس الروح ..ونفس الهمة التي كان يحملها من قبلنا..ماذا لو فكر أحدنا أن يعيد سيرة الامام الشافعي !!! 

يقرأ كتبه ويدرس سيرة حياته..ويحاول أن يكون شافعي اليوم !!ماذا لو فكر آخر في أن يكون بيل غيتس مسلم !!

والآخر فكر أن يكون أرسطو .. طارق بن زياد.. مالك ابن أنس..

الرازي ..ابن رشد !!!

سنعيد جيلا عبقريا ..ونصبغه ببصمتنا ..ليست دعوة الى إعادة ماضي..ولكن دعوة الى استجلاب نجاحات عبقرية..نحو واقع يحتاجها !!



عني أنا شخصيا ..قررت أن أعيد مجد فكرة ..

وأنت ؟؟ 

صفاء الزغول
11-12-2010

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

مع المطر ...(من أرشيفي)

رغم هدوء ليالي الشتــــــــاء..!
الا انك تجد [ ضجيجاً ] داخل قلبك

أينما ذهبت..عيونك لاتحكي .. سوى الحزن
.تجلس,, وحيدا حائرا ,, بأحزانك
محملا بهمومك [وأشجانك]في غرفتك المظلمه ,,
لاتسمع سوى ,, صوت وقع [المطر]
على نافذتك...

تتناثر قطرات [ المطر ]
بهدوء ورقه

وكأنها تهمس ,, في آذاننا
بصوت خافت
تفاءلوا.,
مازالت [ الحياة ] مستمره
ومازال ,, الأمل ,, موجودا

 مازالت ,,تلك القطرات,, تنهمر
وتطرق نافذتك بلطف ,,

فتذهب,, لتتأملها ,,عن قرب
وتقف,, أمام ,, النافذه.
تراقب,, جمال[ المطر]
فترتسم عليك,,[ الابتسامه ] وتنسى,, همومك
ولو للحظات بسيطه..,
وستشعر ,, بالحنين إلى كل شي ,.!
إلى ,, [ طفولتك ] وإلى تلك,, السنوات
التي,, مضت,, من عمرك
ستحن إلى,, قلوب]افتقدتها ] وأحاسيس نسيتها ..!
ستغمض "[ عيـنيك ٍ]
وتسترجع شريط ..أحلامك.. بحب

ستنسى,, كل,, مابقلبك
من ,, نقاط ,,[ سوداء]عندما ترى ,,نقاء المطر
تذكّر كل ,,صفاتك ,,الجميله
التي نسيتها ..بفعل
متاعب ...الحياة والأوقات القاسيه .. وليالي السهر الحزينه
تذكر كل.. ماكنت,, تفعله
قبل ان يدخل شعور ’البؤس’ إلى قلبـــك..بسبب
حب انتهى ,, أو حلم ..تلاشى
أو صدمااات ..اخترقت.. [ قلبك ] ومنها تشبّع .. وارتوى..
تذكّر أنك ..كنت [ رائعـــاً ] ومازلت كذلك ..!
لكنك نسيت ..نفسك بين,, متاعبك
وتركتها ضحية لأحزانك..ولأحقاد غيرك وظلمهم
فلاتظلم نفسك,, بأن تقيدها ..بالحزن
ألا يكفيها قهر الزمن .. وظلم البشر ..!!

 


مازال المطر ] ينهمر..
ويشتد وقع صوت تلك ,,القطرات على نافذتك

فتصحو من أحلامك..!
وتشعر بضيف ,,يريد ,,دخول غرفتك
تفتح النافذة ,,آذناً لها بالدخول ]فتحتويك تلك الرائحه ..الرائعه
التي تغلف,, قلبك بالحياة ]

انها "رائحة المطر" ..
هنــــــا أهمـــــس لـك:
اجعل من نافذة غرفتك وكأنها... نافذة حياتك

واجعل من قطرات المطر... [ أمــــــلاً ] واسمح له بالدخول... ليس على غرفتك فحسب
بل إلى ... حيــــــــاتك
وتفاءل ..
عش محباً ,,لنفسك ,,وصادقاً معها،،
كي تحب حياتك ,,وتحياها ..بكل معانيها
وغلّف بالحــب ,,كل القلوب ..التي تراها
اجعل من قلبك ,,وطنــا يحمل حب
الآخرين ..ويحمل.. [ أحلامك ] حتى وان تلاشت تلك القلوب..
أو تلك الأحلام ..
فلاتنسى قلبك..
فمازال وطنــاً ..
ماافتقدته سيترك ,,لك بصمات مؤلمه ..
لكن استبدلها ,,بحب الناس والحياة..


ولاتقتنع بأن القلب مدينة واحده ..
بل هو وطن..لكن كن قلباً صادقــاً..
انت لاتستطيع أن تزرع وروداً "حمـــراء"
في كـــــل ,,القلوب التي ..[ تحبهــا ]
لكنك تستطيع أن تزرع ,,وروداً "بيضــــــــــــاء".

حاول ان تجعل بصمة ,,بيضاء في من حولك..
وما اجمل أن تبقى بيننا,, لحظات الزمن الجميله


الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

هوس الشخصية



وأشرقت الشمس بعد طول انتظار.. بعد جلاء ليل طويل كان التفكير عامل الانقضاء الوحيد المرافق لمرور الوقت فيه..
وضعت الخطة..فكرت..ووازنت.. إلى أن طلعت الشمس فانطلقت..

ايام طوال مضت كنت أراسله فيها عبر الانترنت..نقاشات وطروحات مع شخصية إعلامية فريدة..
وأكتشف في أحد الأيام أن أحد مشاريعه كانت نتيجة أطروحتي !! فابتهجت ..

ودارت الأيام..حتى أتت فرصة اللقاء..رايته من بعيد..فأحببت أن أسلم عليه وأعرفه على نفسي..

بوهلة من الزمن..وجدت نفسي وسط مئات من الشباب والشابات(المعجبين والمعجبات)
شعرت أن هناك صراع مخيف بينهم لأجل التقاط صورة!! أو أخذ توقيع..

في بداية الازدحام كنت ضمن الدائرة..(فلسفة حياتي).. ولم أعي لحقيقة ما يدور حولي..

ما زلت أتبعه ..يمنه ويسرة..فوق ..وتحت..
الازدحام كثيف..ومع هذا مصرة ومصممة على اللقاء..حتى أتى الوقت!!

فخرجت من الدائرة ..نظرت بتمعن لما يجري..فاصطدم ذلك مع ذاتي برقة!!
أخطأ أستاذي أمام عيني..فاصطدم ذلك يعقلي وفكري وقلبي!!

اخترت الانسحاب..مشغيا على نوعية تفكيري..عدت الأدراج..وبدأت أحسبها جيدا..

ما الذي يدفع مئات من الشباب بأنواع وأطياف مختلفة كليا عن نوعيه هذا الاإعلامي ..يتدافعون بقوة لأجل التقاط صورة!!أو حتى توقيع!!
بحثت بجد عن أحد المعجبين أو المعجبات يسألونه عن خلاصة تجربه أو نصيحة أو استشارة..
ما وجدت الا قليل القليل..-أستثني طبعا القنوات التلفزيونية واللقاءات الصحفية-..
ما الذي يجعلها تبكي ..لإنه لم يتسنى لها فرصة التقاط صورة مع هذا الأستاذ!!



أبتعد أكثر عن هذا الحدث..ما السر وراء الجنون الذي يصيب شبابنا إذا ما رأو شخصية مميزة اقتربت من ساحتهم؟؟
ما الذي يجعل الشاب يضع الصورة التذكارية مع فلان أمام عينيه ويرقبها بالساعات!!

ثم يقرر أن يورثها لأبناءه !!
يفتخر!! بل ويمدحه الناس بقوة؟..

"مـا شاء الله.. تصورت مع فلان؟!!"...
"يا خطيـــــــــر .. شفت فلان!! "..



من فلان؟؟ وما الذي يعنيه لي؟؟

ما المعيار الذي يجعلني أحب فلان؟؟ و أسمع لفلان؟؟ أو أموت وأتصور مع فلان؟؟!!

ما الذي يجعلني أقيم..هل هي الشخصية؟أم الفكرة التي تحملها هذه الشخصية؟
ما الذي يجعل آلاف الأصابع المتهمة لي (بقلة الأدب) أو عدم الاحترام..إن فكرت لمجرد التفكير أن أخالف فلان!!
أو أتعرض بالنقد له !!

ماذا إن أخطأ فلان؟ لماذا أنهار أنا؟؟
أو تنهار الصورة البراقة أمامي فأعزف عن السماع له تارة أخرى !!

كل هذه تساؤلات أخذتني للثقة أن (هوس الشخصية) شكّل مرضا عند شبابنا..جعلهم يتقاعسون في كثير من المراحل عن الانجاز أو التقدم..فمن المستحيل أن يكون هو كفلان..وإن استطاع أصبح نسخة!!



الارتباط بالشخصية أمر صعب..ومتعب..لأنني أنا أنا..ولست هو !! ومحال أن أكون هو !!!
بينما تجد الارتباط بالفكرة التي تحملها هذه الشخصية هو الأجدى والأنفع،والتي تعد الوقود الذي يحرك الشباب ،لأن الفكرة تدوم..وصاحب الفكرة لا يموت !!

المعيار..
هل لأن فلان الرائع فعل كذا سأفعل؟!
أم لأن الفكرة رائعة سأفعل؟!

ولا بد أن أوقِِِِّع باحترامي وتقديري لكل من علمني ..كبيرا أو صغيرا..ولا أستطيع أن أقلل من قدرهم ولكن..


لكل صاحب فكرة تقدير..ولكن ليس هو معيار التقييم !!

صفاء الزغول
6/12/2010

السبت، 4 ديسمبر 2010

حنين رمادي


وللحنين في قلبي شتاءٌ مدلل، رواية تثلج الصدر قبل إنتهاءها، وعدٌ معلق، زفافٌ ممطر، ندىً صباحي، هذا الحنين موجع، تتفقد نفسك فيه، تتذكر لحظاتك، فتسقيك الذكريات وتكبر شجرة حبك، وتمتهن حنينك لوطنك، تلقي وجهك في زاوية ما، تجد أنك محاصر، مقيد، فالحنين قصيدة معلقة، أطرافها مشدودة بزوايا الورقة. 

الحنين موسيقى خجولة، ألحانها قريبة من أمل يتوق ليتنفس حقيقة كلماتها غامضة، حيز الحروف ضيق للتوسع في التعبير، حنينك لوطنك أقسى لجوء نفسي تشعر به كمغترب عن حدود التقدير والكرامة.

تخلو مع نفسك في كل مرةٍ تتواعد فيها مع شخصٍ ما، يريد أن يسمعك، يشحنك دون أن يشعر، فلعل كلمةً منه تنقذك من زحام المشاعر والأفكار فيك، تبتسم له، ويلحّ هو بإجبارك لتتحدث عنك، عنك أنت، فتسأله، هل للحنين كلام؟ هل للحمى علاج؟ هل لضجة الشوق أي دواء؟ تلمع عينيه، ويتأمل المسافة التي بينه وبينك، ويتفكّر في غرابة الإنقلاب الذي حدث للتو، كان هدفه سماعي، وبعد أسئلتي صار يبحث عن دواء ليعالج نفسه به من أنين الذاكرة الذي نبشته له للتو... وتُهنا في عدّ النجوم.

تحلم وتملأ رئتيها بهواء خالٍ من الفتنة، نقي، افتراضي، هواء معطر برائحة شروق، أمل مغترب لمستقبل دون ضمانات مسبقة، لكنها تحمل سلة أحلام، و سائل أزرق تشربه عند الصدمات والنكسات، جسدها ناضج، جاهزة للزواج من رجل يقدّرر فيها أنوثتها المتفجرة، يحترم عقلها، يشاركها صوتها، أحلامها، و حنين وطنها.. هذه قصة داليا، مدمنةُ حنينٍ لتحقيق الممكن في خيالها، لديها ذكريات جميلة تحن لها من خلال نسج التفاصيل الدقيقة السابقة، وأحياناً تغازل اللغة لتلد قصيدةً تُثمر قلوباً ناضجة، بطعم الوطن.



الحنين حقٌ نتيجته الوجع، وهو غير صحي للعاطفيين!


                                                                                          بقلم عبد العزيز دلول

ولتصنع على عيني

صورتي
عالمٌ كبير ذلك الذي أبحرت إليه.. على غير هدى من الله ولا برهان.. من اليمّ إلى الساحل .. بتابوت السؤال ! واشتهت نبوّةً .. لتذوق جمال اليقين ..ولتقرّ عين أمتها فيها ولا تحزن ! حتى استجلبت ذلك الطور الخفيّ .. وصاغتها ... " ولتُصنع على عيني " العصا في يدها هشّةٌ مهترئة.. وأغنامها تبعثرت عند نفخة حياتها الأولى .. " ربااه .. عجّل بي لرضاك.. فلي مآرب عجِلة .. وأتِ بي على قَدّر ..فقد صنعت نفسي لك وحدك ! "